العرق كما يقولون دساس، وهذه مسألة تحضر عند الجميع دون أن نستثني أحدا مهما بلغوا من المناصب والمراتب أو انخفض وارتفع شأنهم، فلا بد من «جين» يبقى خاملا طيلة أعوام ثم يظهر فجأة متحفزا فيتأثر أو يؤثر في الوسط المحيط. النجمة التلفزيونية الأمريكية «أوبرا وينفري» جرى عليها ما يجري علينا في هذه الأمور، ويبدو أنها حنت إلى ماضي أبيها الذي كان ممتهنا ل«الحلاقة» قبل 50 عاما واكتسبت منه خبرة الممارسة وطبقتها الأسبوع الماضي على النجم التلفزيوني الآخر الدكتور فيل ماكجرو، وسلت «الموس» أمام ملايين المشاهدين لتحلق شنبه الذي قضى 40 عاما محافظا عليه من وسائل «القصقصة»، وأصبح مع صلعته ولهجة سكان «تكساس» علامات فارقة لمشاهدي برنامجه. الدكتور فيل معالج نفسي قبل أن يكون مقدما تلفزيونيا، وشهرته كانت «أوبرا» سببا فيها عندما قدمته في برنامجها سنة 98م امتنانا من المذيعة إلى الدور الذي لعبه الدكتور في تجاوزها لمحنة قانونية مرت بها، فأفردت له كل أسبوع فقرة في برنامجها بعنوان «أيام الثلاثاء مع د. فيل»، والظهور الواحد مع «أوبرا» كفيل بالشهرة، فكيف إن كان الظهور مستمرا بشكل أسبوعي، وهذا ما تحصل عليه صاحب الشنب المحلوق الذي أطلق برنامجه لاحقا بدعم من شركة «هاربو» التي تملكها أوبرا عام 2002، واستمر يحصد النجاح تلو النجاح لملامسته الشأن «السيكيولوجي» ووصفات النجاح. قبل «حلاقة» الشنب، كان الحوار يدور بين أوبرا والدكتور فيل عن رغبته بإجراء تغيير ما، وكانت النتيجة على الموس محدثة صدمة لزوجته وأبنائه ونحن معاشر المشاهدين، وأتوقع أن كثيرا من رجالات «تكساس» ذوي الطباع الحادة والبيئة الصحراوية أثناء مشاهدتهم ل «ولد الديرة» رددوا ما نردده: أفا وين المرجلة، وصاحبهم مضى في قرار التغيير غير مبال إلا بمسألة واحدة «ماذا سيصنع هذا التغيير في حياتي؟». في واقع الأمر، يعد «التغيير» من أكثر المصطلحات التي قمعت على المستويات كافة، بدءا من السياسي ومرورا بالاجتماعي، ودائما ما يكون مثار شبهة لا تستوعب التفريق بين السلوك الشخصي وبين الشأن العام، وأن الإنسان يحتاج في حياته إلى محطات جديدة بناء على ظروف محيطه وواقعه، وبمقدار وقع صدمة التغيير يستثار الآخر ويتهور أحيانا إلى التدخل في خصوصيات الآخرين، وتصبح الأزمة ليست في «التغيير» وإنما في ما بعد التغيير بين: شفت فلان وش سوى، وبين: بكيفي أنا حر، متناسين أن التغيير ضرورة حتمية، فحتى الحجر يتغير بعوامل التعرية رغما عن أنف جماده!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة