لا يوجد في العالم كله أن تناقش قضية اجتماعية لسنوات طويلة من غير أن يصل المتناقشون إلى حل لمشكلتهم. ويبدو أن قضية قيادة المرأة السعودية ستدخل إلى صفحات جينتس ليست كأطول قضية بل كأكبر قضية يناقشها إنسان منذ أن وجد على هذه الخليقة. وهي القضية المضحكة المبكية. ووسائل الإعلام تتخذ من هذه القضية مادة جذب يقبل عليها القاصي والداني لسماع أصوات المتحاورين والكل يدلي بدلوه. والحوار حوار (طرشان) فكل ما يقال من أن قيادة المرأة لن تهد ركنا من أركان الإسلام حتى يقف المتشددون حاملين السلم بالعرض لمنع أي تقدم في هذه القضية. وبالرغم من أنها قضية اجتماعية إلا أنها ألبست لباسا دينيا جعل من الحديث عنها حديثا منكرا، وكأن المتحدث يطالب بإسقاط حد من الحدود. والرافضون لقيادة المرأة للسيارة ينسون أننا نخزن داخل بيوتنا مئات الآلاف من السائقين الذين دخلوا مابين اللحم والعصب، وشكلوا إفرازات اجتماعية أخطر مما لو ترك للمرأة أن تقود سيارتها بمفردها. ورفض قيادة المرأة للسيارة قرار اجتماعي ولكن لو تدخل قرار في إجازة قيادة المرأة للسيارة، كما تدخل سابقا بفرض تعليم البنات، وفرضت البرقية والإذاعة والتلفاز. أما انتظار أن يقبل المجتمع فهذا سيقودنا لسؤال: ماذا لو تم انتظار قبول المجتمع لتعليم الفتاة على سبيل المثال؟ أظن أنه لو حدث هذا، كنا إلى الآن لم نر الطبيبة والمهندسة والعالمة والأديبة، وكنا لا نزال نهش الذباب. ويوميا ونحن نسمع حوادث السائقين (في جانبها الأخلاقي) ولا نتحرك في الاتجاه الصحيح بل ندفن كل مشكلة تظهر حتى يرضى المجتمع. ومع أن أنظمة المرور لا تفرق بين ذكر وأنثى في القيادة إلا أن ألف واحد سيتبرع للإمساك بامرأة لمجرد أنها جلست خلف مقود السيارة. السؤال متى يرضى هذا المجتمع المدلل؟ الخشية أن رضاه لن يأتي فتبقى قضية قيادة المرأة للسيارة مثلها مثل قضية (هل وجدت الدجاجة أولا أم البيضة) في حين أن كل البيض قد فقس!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة