تمكنت، على مضض. الإدارة الأمريكية من تأجيل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ عمليات هدم بيوت فلسطينية في القدسالشرقية، لأسبوعين على الأقل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن نتنياهو دعا إلى مداولات عاجلة شارك فيها وزيرا الداخلية إلياهو يشاي والأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش والمستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين وتقرر في ختامها تأجيل تنفيذ الهدم لأسبوعين على الأقل «لاعتبارات سياسية». وأضافت الصحيفة أن نتنياهو عقد المداولات في أعقاب اتصالات أجراها مسؤولون في الإدارة الأمريكية مع مسؤولين إسرائيليين في أعقاب تصريح أهرونوفيتش في الكنيست وقوله إنه «لا مانع من البدء في تنفيذ أوامر هدم». وتحسب المسؤولون الأمريكيون من أن تؤدي عملية هدم بيوت في القدسالشرقية إلى اشتعال الأوضاع في المدينة والتسبب بوقف المفاوضات غير المباشرة التي سعى الأمريكيون لإجرائها ولم تبدأ بعد. ومن بين الخطوات التي نفذها الأمريكيون لمنع الهدم استدعاء سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورن إلى البيت الأبيض واتصال مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز بنظيره الإسرائيلي عوزي أراد الذي يعتبر أقرب مسؤول من نتنياهو. وقالت الصحيفة إن نتنياهو طلب من المستشار القانوني فاينشتاين «إيجاد طريقة قانونية» لإرجاء تنفيذ الهدم من دون أن تظهر إسرائيل وكأنها رضخت لضغط أمريكي، وتقرر الإعلان عن إرجاء تنفيذ هدم بيوت فلسطينية لأسبوعين وذلك «لأسباب سياسية». ووفقا ليديعوت أحرونوت، فإنه يوجد 109 بيوت فلسطينية في القدسالشرقية صدرت قرارات حكم بهدمها بحجة البناء غير المرخص وكانت البلدية تعتزم هدم عدد من البيوت في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة. من جهة أخرى، جددت السلطة الفلسطينية أمس مطالبة إسرائيل بالاعتراف بحق العودة للاجئي 1948 الفلسطينيين، وذلك في الذكرى الثانية والستين للنكبة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان أن «الكارثة مستمرة. وينبغي إيجاد حل لقضية اللاجئين يستند إلى قرار الأممالمتحدة الرقم 194»، في إشارة إلى حق العودة. واتهم إسرائيل بمواصلة النكبة عبر سياسة الطرد وتدمير المنازل والاستيطان والحصار. وأجبر أكثر من 760 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل العام 1948. ويناهز عدد المتحدرين من هؤلاء اللاجئين 4.7 ملايين شخص، ويشكل مصيرهم القضية الكبرى في النزاع العربي الإسرائيلي خصوصا أن إسرائيل ترفض عودة هؤلاء إلى أراضيهم.