ظل النشيد الإسلامي محاطا بهالات من المحاذير التي أعاقت تطوره وتأثيره في كافة شرائح المجتمع حتى أطل علينا مجموعة من النجوم الشباب الملتزم الذين حملوا على عاتقهم تطوير هذا الفن النبيل واستخدموه كوسيلة فعالة في بث القيم والأخلاق الفاضلة سواء في مجتمعنا المشرقي وهو ما فعله نجوم الإنشاد العربي أمثال أسامة الصافي ومحمد البشيري وغيرهم، أو في الغرب كما قدمه سامي يوسف ومسعود كيريتس وغيرهم. ورغم أن بعض الدخلاء قد أساءوا لهذا الفن الجميل والبديل الإيجابي للأغنية الموجودة على ساحتنا، إلا أن الأغلبية قدمت هذا الفن بطريقة عصرية خلقت له جمهورا عريضا بل أضحى نجوم الإنشاد ينافسون المطربين في الحضور والتأثير. وبعيدا عن حرب المصطلحات وتسمية النشيد تارة بالأغنية الدينية وأخرى بالأغنية الاجتماعية إلا أن النشيد يعاني اليوم من أزمة ثقة فكثير من شركات الإنتاج والفضائيات وحتى أهل الإنشاد أنفسهم ليس لديهم ثقة في هذا الفن الراقي إلا إذا أقدم أحد كبار المطربين أو صغارهم بتأدية المقطوعات الإنشادية أو الأغاني الدينية بين الفينة والأخرى ليندفع بعدها بعض المنشدين وشركات الإنتاج لتقديم النشيد وكأنهم بحاجة لمن يدفعهم لهذه الخطوة ويشعرهم بأهمية وقيمة النشيد. أما المشكلة الأخرى التي تلازم النشيد اليوم هي ضعف الاحترافية فليس هناك سبب لتحويل الأغاني إلى أناشيد في ظل وجود كتاب وملحنين قادرين على تقديم شخصية خاصة للنشيد بعيدا عن تبعيته العمياء للنشيد كلمة ولحنا وأداء، فالاحترافية مطلوبة اليوم لهذا الفن بعد أن كون قاعدة جماهيرية كبيرة في كل مكان وأصبح له تأثيره فهل يتخلص القائمون على هذا الفن من مشاكله ليقدم بصورته الخاصة وشخصيته التي أحبها الناس رغم كل إغراءات الأغنية العاطفية فالبراءة في النشيد تجعله أكثر جاذبية للنفوس والعقول والأرواح.