حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي من مخاطر انزلاق بلاده إلى حرب طائفية جديدة بسبب المساعي التي يبذلها خصومه السياسيون لتهميش مؤيديه ووقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج، متهما إيران بتشجيع الأحزاب السياسية على العودة إلى الطائفية. وقال علاوي، الذي حل تكتله (القائمة العراقية) في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس (آذار) الماضي، في مقابلة مع صحيفة الغارديان نشرتها أمس، «إن الجماعات السياسية في العراق تخلت عن جهود تشكيل حكومة موحدة وتتراجع باتجاه الطائفية بتشجيع من إيران». وأفصح علاوي «إن تصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق صار وشيكا ما لم يتمكن القادة السياسيون من إقناع الجمهور الذي ازداد تشككا، بأن التعهدات التي قطعوها خلال مرحلة الانتخابات بتشكيل وحدة وطنية لم تكن محاولات جوفاء للتشبث بالسلطة». وهاجم تحرك رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل تحالف جديد مع أحزاب شيعية يستثني تكتله (القائمة العراقية)، وقال «إنهم عائدون إلى طرقهم الطائفية الأصلية، مع أنهم انتخبوا ببطاقة الوحدة الوطنية لكنهم يتصرفون عكس ذلك تماما». ولفت إلى أن «هناك بعض الدول وعلى رأسها إيران، تتدخل في شؤون العراق الداخلية، وهذا التدخل صار كثيفا في الأشهر الماضية، ويجب أن يتوقف لأن هذه الدول ملزمة بالسماح للأمور بأن تأخذ مجراها والتوقف عن التدخل في العراق». وحذر علاوي من مضاعفات انسحاب القوات الأمريكية قبل استقرار الأمور في العراق، داعيا المجتمع الدولي إلى «إدراك حقيقة أن لديه التزاما حيال العراق».وقال «أريد التحدث إلى بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا ومطالبتها باحترام تقرير الأممالمتحدة الذي صدق على الانتخابات العراقية واعتبرها حرة ونزيهة ولم تشهد عمليات تزوير». وتأتي تحذيرات علاوي بعد أن شهد العراق أمس الأول يوما هو الأكثر دموية في أحداث العنف هذا العام أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص في سلسلة من الهجمات.