مني ائتلاف المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأحد بعد ثمانية أشهر على فوزه في الانتخابات التشريعية، بنكسة انتخابية تاريخية على خلفية المساعدة موضع الجدل لليونان، ما يضعه في موقع الأقلية في الغرفة العليا (مجلس المستشارين) من البرلمان الألماني، مهددا بإعاقة عمله. وخسر تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل والحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في برلين غالبيته في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا (غرب)، الأكبر عددا سكانيا بين المقاطعات الألمانية. وهذه النتيجة التي تعكس استياء شعبيا من أداء الائتلاف الحاكم، تعني أيضا أنه لم يعد بوسع ميركل الاستناد إلى غالبية في مجلس المستشارين الذي يمثل المقاطعات ال 16 في البرلمان الألماني، ما سيرغمها على البحث عن تسويات مع المعارضة الاجتماعية الديموقراطية. وقال زيغمار غابريال رئيس الحزب الاجتماعي الديموقراطي، مبديا ارتياحه للنتائج الانتخابية «إنه تحول جيد بالنسبة لألمانيا، لأن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناس أرادوا وقف سياسة» الحكومة. وقال نائب المستشارة وزير الخارجية غيدو فسترفيلي رئيس الحزب «علينا أن نكون واضحين، لم ننجح في تحقيق هدفنا، إنه إنذار للأحزاب الحكومية». وظهر حزب الخضر في موقع الفائز الأكبر بحصوله على 12,1 في المائة من الأصوات، فيما دخل حزب دي لينكي اليساري الراديكالي البرلمان المحلي بحصوله على 5,6 في الماة من الأصوات. وعلى ضوء هذه النتائج، سيترتب على الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاجتماعي الديموقراطي السعي لتحقيق تحالفات مع أحزاب «صغرى» لممارسة السلطة، أو حتى الدخول في «ائتلاف كبير»، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات بهذا الصدد أياما إن لم يكن أسابيع. وكان للأزمة اليونانية التأثير الأكبر على نتائج الانتخابات التي جرت بعد يومين من إقرار ألمانيا قروضا لأثينا بقيمة تزيد عن 22 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات في خطوة تعارضها غالبية من الألمان.