اعتبر استشاري أمراض الرئة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة الدكتور معن فتيح، أن الرجال البدناء أكثر عرضة من غيرهم لأخطار انقطاع التنفس أثناء النوم، رغم أن 40 في المائة من المصابين بتلك الأعراض ليسوا من البدناء. وأفاد أن العضلات الموجودة في أعلى الحلق عند الأشخاص العاديين تقوم بالمحافظة على بقاء مجرى التنفس مفتوحا للسماح بتدفق الهواء إلى الرئتين، ويظل أعلى الحلق مفتوحا في أثناء النوم بدرجة كافية للسماح بمرور الهواء إلى الرئتين للقيام بعملية التنفس بالرغم من ارتخاء تلك العضلات أثناء النوم، ومع ذلك يعاني بعض الأشخاص من ضيق منطقة الحلق، وفي أثناء النوم يسبب ارتخاء عضلات أعلى الحلق انسدادا تاما لمجرى الهواء ومنع تدفقه إلى الرئتين، ويكون ذلك مصحوبا بحدوث شخير مرتفع الصوت أو حدوث صعوبة في التنفس، بل ويتوقف التنفس لأكثر من عشر ثوان في الغالب أثناء النوم العميق للإنسان، وهو ما يطلق عليه انقطاع التنفس أثناء النوم. وأشار إلى أنه يتبع تلك النوبات من انقطاع التنفس أثناء النوم محاولة فجائية لكي يعاود المريض التنفس مرة أخرى، ولكن الخروج من مرحلة النوم العميق إلى درجة أقل عمقا في النوم يؤدي إلى حصول المريض على نوم متقطع وغير مريح ويصاب المريض بتزايد حالة النعاس أثناء فترة النهار. ولفت إلى أن هناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بهذ العرض ومنها: أشكال معينة للفم والفك، وكبر حجم اللوزتين واللحمية لدى الأطفال، وطول الرقبة أو زيادة حجم العنق، وكبر حجم اللسان، وتضيق في مجرى التنفس، وانحراف الحاجز الأنفي، وزيادة حديثة في الوزن. وعن طرق العلاج أوضح فتيح، أن الهدف من العلاج هو إبقاء مجرى التنفس مفتوحا أثناء النوم، وتساعد بعض العلاجات في التقليل من أعراض اضطرابات النوم منها، تجنب تعاطي المهدئات قبل الخلود إلى النوم، وتثبيت جهاز صغير في الفك يساعد على جعل الفك في وضعية سليمة أثناء النوم، والمحافظة على الوزن أو فقدان الوزن الزائد. ويؤكد أنه إذا لم تفلح هذه العلاجات السابقة في تحسين الحالة سينصح الطبيب بالقيام بمعالجة لإبقاء مجرى التنفس مفتوحا بشكل دائم أثناء النوم، ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى الجراحة كإحدى الخيارات التي يمكن أن تتضمن استئصال الأنسجة الزائدة من خلف الحلق، وإجراء فتحة في القصبة الهوائية للسماح بمرور الهواء من منفذ آخر غير المجرى التنفسي المسدود، وإجراء جراحة استئصال للوزتين واللحمية الذي يمكن أن يعالج الحالة بشكل كبير بالنسبة للأطفال، ولكنها ليست كذلك في حالة المرضى البالغين.