«أي علم هذا!! الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع صوت من نحب في أقراص أو زجاجة دواء نتناولها سرا عندما نصاب بوعكة عاطفية، دون أن يدري صاحبها كم نحتاجه». في بعض الأحيان يحدث بين المتحابين ما يؤدي إلى التباعد بينهما، فينقطع كل منهما عن الاتصال بالآخر، لكن القلب يظل ينبض بالوله والحنين والتوجد إلى سماع همسة من همسات الصوت الحبيب الغائب، فيود الإنسان لو أن بإمكانه التنعم بالاستماع إلى صوت من يحب من حيث لا يحس به ولا يعلم عنه، وحين يتأكد الإنسان أن لاسبيل إلى ذلك، رغم كل هذه المخترعات وهذه الصناعات وهذا التقدم العلمي الذي يفاخر به أهل العصر أسلافهم، تصغر في عينه كل الإنجازات المعاصرة، فهي بكل ما فيها وما جاءت به أعجز من أن تحقق أمنيته في إشباع حاجته إلى سماع صوت الحبيب من غير أن يدري به! الأماني نوعان، هناك أمان واقعية كأن تتمنى أن تحصل على درجة علمية أو أن تتعلم لغة أجنبية أو أن تزور بلدا معينة، أو أن تصير ثريا، فما عليك سوى أن تجد وتجتهد كي تتمكن من تحقيق أمانيك. وهناك أمان خيالية، موغلة في الخيال والشطحات البعيدة عن الواقع، كأن تتمنى أن تطير، أو أن تغير وجهك أو جنسك، فتظل تتمنى وتتمنى ولا أمل يلوح في تحقق الأمنية مهما عملت ومهما حاولت. والأمنية الواردة أعلاه هي من هذا القبيل، من الأمنيات الخيالية التي تداعب خيال كل مشتاق عنيد، يذيبه شوقه ويثنيه عناده، وهي أمنية قديمة يشيع ظهورها في الأفلام المصرية منذ أيام طيبة الذكر شادية، حين كانت تدير أرقام الهاتف وترفع السماعة لتصغي إلى صوت الحبيب الغائب دون أن تقول شيئا: «كلمته سمعت حسه وقفلت السكة تاني». فحين يهدك حنينك وتقيدك كبرياؤك، تبدأ الأماني الخيالية تتزاحم على ذهنك. لكن عيب الأماني متى كانت بعيدة عن الواقع أنها لاتسمن ولا تغني من جوع، فيظل الخيال ينسج والواقع يبدد، والهجاء يتساقط على العلم الدعي، الذي يزعم أنه غير وجه الدنيا، فإذا به أحقر من أن يحقق أمنية خيالية لعاشق عنيد، يستميت من أجل الصمود. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة