رفض وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين عند حضوره ملتقى برامج التدريب والتأهيل والتوظيف للمفرج عنهم وأسر السجناء في الرياض أمس، الاستماع لمداخلة المفرج عنهم من السجينات والسجناء، مبررا رفضه بأنه تواجد لإيجاد آلية لتدريبهم وتأهيلهم، قائلا: «معاناتهم في عين الاعتبار حتى لو لم أستمع لها، فلم أتواجد إلا من أجلهم». وقال العثيمين إن: «المؤسسات المدنية وجدت من أجل استجداء أهل الخير، وإن الاستجداء ديدنهم». في المقابل، اتجه المفرج عنهم عند رفض الوزير الاستماع لهم إلى مدير عام السجون نائب رئيس اللجنة اللواء الدكتور علي الحارثي، الذي تفهم وضعهم وما يعانون منه ووعد بتحسين أحوالهم بكل ما يستطيع. وأفاد الحارثي أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي أمر بتشكيل لجنة وطنية لرعاية المفرج عنهم من السجناء، ما أوجد هذه اللجنة إلا من حرصه على تأهيل المفرج عنهم وتلمس حاجاتهم. من جهته، تحدث عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم عبد الله المخلف في كلمة له عن أن عدد الأسر التي تشرف عليها اللجنة في المدينة تصل إلى نحو 2000 أسرة، 50 في المائة تحت خط الفقر، مبينا: «للأسف نحن نعاني من نقص حاد في الموارد البشرية». وقال المخلف: «كنت سأقترح اقتراحا ولكن وزير الشؤون الاجتماعية طلب مني عدم إكمال اقتراحي وطلب مني الصمت»، موضحا أن الاقتراح يدعو إلى طلب معونة من الوزارة بمبلغ مليون ريال لكل لجنة في المناطق «والتي تستطيع أن توجد بها تدريبا وتأهيلا وعمل مشاريع لصالح اللجان». وأبدى رئيس لجنة رعاية السجناء في منطقة المدينةالمنورة استياءه، قائلا: «ولكن وزير الشؤون الاجتماعية أحبطنا جدا برده السلبي، ولكن نسأل الله العون، وحقيقة لن تستطيع اللجان المشي نحو أهدافها إن لم تجد الدعم والمعونة اللازمة». إلى ذلك، أوصى ملتقى السجناء بإنشاء خط ساخن لشكوى المفرج عنهم وبرامج صديقة لأسرهم، تدريبهم وتأهيلهم وتوظيفهم، إيجاد الحلول المختلفة لتقديم المساعدات للسجناء بعد خروجهم من السجن، وتوجيه المجتمع إلى أساليب معاملة المفرج عنهم. بدورها، بينت مديرة القسم النسائي في لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم في منطقة الرياض وفاء شماء في حديث إلى «عكاظ» أن اللجنة أهلت 12 امرأة من المفرج عنهم، سبع منهن وظفوا، مطالبة بتفعيل جميع توصيات اللقاء الأول، إذ إن المفرج عنهم يحتاجون لالتفاف المجتمع حولهم ولعدم تمكينهم من الرجوع إلى ما كانوا عليه. من جهة أخرى، التقت «عكاظ» عددا من النساء المفرج عنهن واللواتي ترعاهن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في منطقة الرياض، إذ اتفقن على أنه لم تقدم لهن أية معونة سواء من تدريب أو تأهيل أو توظيف. وقالت إحدى المفرج عنهن فوزية النعيمي: «خرجت من السجن منذ سنة وأنا في ضياع، وكان سبب دخولي السجن هو تعاطي المخدرات والفقر هو ما قادني لهذا الطريق، والآن منذ أن خرجت من السجن لم تقدم لي لجنة رعاية السجناء في منطقة الرياض أية مساعدة تذكر غير بطاقة العثيم التي نصرف بها بعض المواد الغذائية، والتي أصبحت أفضل عدم استخدامها لأنها أصبحت عارا علينا».