تعددت حالات الهروب، التي تكثر في أوساط الفتيات، فكثير من الأسباب كفيلة بأن تقنع المجتمع بأن هذه الظاهرة تجتاح مجتمعا وتهدد بإلحاق الضرر، والانزلاق في مهاوي الضياع والحيرة. تختلف الأسباب من فتاة لأخرى فبعضهن مغرر بهن وبعضهن تعرضن للعنف الأسري بمختلف أنواعه المشينة، فأكثر الفئات العمرية هروبا من الفتيات فئة المراهقات اللاتي يعتبرن أكثر تأثرا بما يدور حولهن من أحداث وأوضاع. الفتاة بصفة عامة كائن حي بشري يلتمس من المقربين الحنان والاحتواء والشعور بما يشعرن به من مشاعر دون البوح منهن بشكل شخصي فهي في هذا السن أكثر احتياجا لبيئة تقدر وتتفهم اهتماماتها، فهي تحب أن تثبت وجودها وتبين شخصيتها التي نشأت في البيئة التي صانتها واحتوتها، فإن كانت بيئة مثالية سوف تنتج فتاة واعية مثقفة مدركة لمجريات الحياة الخاطئة والصحيحة، وإن كانت العكس سوف تنتج فتاة قلقة محتارة ذات سلوك خاطئ . بعض من يفسر هذه الظاهرة يضع اللوم على الانفتاح الإعلامي بأنه هو ما جعل الفتيات يقدمن على هذا الفعل، فأنا أؤيد وأقول نعم فهو السبب الرئيس ولكن حين توجد الأسرة المثقفة الواعية المترابطة ما الذي يجعل الفتاة تلجأ للهروب وتنصاع وراء فكرة الهروب من المنزل؟!! وأما إذا وجدت الأسرة المفككة في ظل وجود أب لا يعرف الحنان والأبوة بل يبدع ويتفنن في الضرب والإساءة بدون أي ذنب يرتكب ما الذي يجعلها تجلس وتتحمل كل هذا العذاب النفسي؟ الإعلام لا يحرض على فعل الخطأ بل يقدمه لنا لكي نتجنبه ونحذر منه حتى لا نقع فيه، فالأسرة اللبنة الأولى والمعاقل العلمية اللبنة الثانية، هذان الأساسان متى ما تركزت فيهما المبادئ الصحيحة والقيم الأخلاقية النبيلة التي ترتقي بفكر الفتاة وعقليتها حلت البركة على فتياتنا ونضمن السمو الأخلاقي الذي يرتقي بهن ويكون لهن كساء يكتسين به أينما ذهبن وحللن دائما. فايزة الصبحي جدة