دعت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بعض المسؤولين، لتفهم الانتقاد الموضوعي لوسائل الإعلام لأداء أجهزتهم، الهادف إلى مساعدتهم في تفعيل الرقابة على أجهزتهم ومعرفة أوجه القصور فيها. واعتبرت الجمعية في بيان أصدرته أمس بمناسبة يوم الصحافة العالمي أنه «لا فائدة للوطن ولا المواطن من قتل الرقابة الصحافية التي تكشف أوجه القصور في أي جهاز». وزاد البيان «تلك الأجهزة الحكومية التي قد ترى أن حرية الصحافة والانفتاح الإعلامي قد يؤثر على هيبة هذه الأجهزة أو ينال من سمعة المملكة ومؤسساتها في الخارج قد لا تعكس رؤيتها تلك حقيقة الواقع، لأن الكشف عن الخطأ أو القصور يؤدي إلى مناقشته ومعالجته وإزالة أسبابه، وإذا أزيلت أسبابه بفعل جهد داخلي، فلا شك أن ذلك سيشكل رصيدا للمملكة على الصعيد الدولي ناهيك عن أن ذلك يعد على المستوى الفردي وفاء بواجب ديني وتنفيذا لالتزام نظامي». ووجه البيان نداء للإعلاميين على لسان رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني، قال فيه: نطالب الصحافيين والإعلاميين أن يلتزموا بأحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية، والابتعاد عن الإساءة إلى كرامة الإنسان وحقوقه، مضيفا «على الصحافي أن يحترم قلمه ولا يوظفه لتحقيق مصلحة شخصية، أو تصفية حسابات مع بعض الجهات والأشخاص، ولا يكون همه السعي خلف التشويق الإعلامي والإثارة على حساب الصدق في نقل الخبر والمصداقية في التعامل مع الجمهور، وأن يلتزم النقد الموضوعي البناء الهادف إلى المصلحة العامة، والمستند إلى وقائع وشواهد صحيحة لكي لا يساهم بسلوكه ذلك في الحد من حرية الصحافة". ولاحظت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن المملكة خطت خطوات مميزة في طريق حرية الصحافة والتعبير من حيث التنظيم أو الممارسة، مطالبة بمزيد من الانفتاح الإعلامي والشفافية وتقبل النقد من رجال الإعلام، مؤكدة "أن الانفتاح الإعلامي ركيزة أساسية من ركائز مشروع الملك عبد الله الإصلاحي، وهذا أمر واضح للجميع". ومضى قائلا: "نريد صحافة حرة منضبطة ومسؤولة تقول الحق ولا تخشى أحدا، لتعكس الصورة الحقيقية لحال المجتمع وأجهزة الدولة المختلفة"، مشيرا إلى "أننا قطعنا جزءا كبيراً من طريق حرية الصحافة، ولكن الطريق ما زال طويلا". وأمل القحطاني "أن يؤخذ هذا التقدم الملحوظ في حرية الصحافة المحلية في الاعتبار في التقارير الدولية التي تصدر بشأن حرية الصحافة في العالم"، و"أن تكون الصحافة رقيباً شريفا وحقيقيا على جميع الأجهزة المكلفة بموجب الأنظمة بالرفع من مقومات الوطن وتقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين"، معتبرا أن هناك خطوات أخرى يجب منحها للصحافة؛ لتكون فعلا مرآة تعكس واقع المجتمع ومشكلاته واحتياجاته، وصورة حقيقية لآمال الناس وآلامهم، وصوتا عاليا يعبر عن إرادة المجتمع وتطلعاته.