منذ 22 يوما، يقبع شاب، يعتقد أنه في ال18 من عمره، داخل قسم شرطة التنعيم في مكةالمكرمة، يحاول تارة تقمص شخصيات رجال الأمن، إذ يلقي التحية العسكرية ويطالب الأفراد بتأمين زي عسكري له، ويتفحص الجدران والوجوه المحيطة به تارة أخرى، دون أن يدرك سببا لوجوده، فاقدا لذاكرة تدل رجال الأمن على مكان واسم أسرته، وحتى جنسيته، جراء تردي حالته النفسية. الشاب الذي اختار لنفسه اسم «سعيد» بلكنة «ركيكة» تيمنا بأحد أفراد القسم، يعتبره الأقرب إليه، نظير حرصه على مجالسته، والتحدث معه بلغة الإشارة أحيانا، بدأت معاناته حين عثر عليه أفراد الشرطة هائما على وجهه، يطلب العون من المارة لتأمين مأكله ومشربه. وما بين رفض مدير القسم العميد سعد الحازمي تركه يهيم في الشوارع، واعتذار جمعيات خيرية عن إيوائه بحجة عدم اختصاصها، يظل الشاب والمحيطين به من أفراد وضباط القسم، يترقبون بارقة أمل في ورود بلاغ لمفقود يحمل نفس مواصفاته، والذي لم يصل حتى مثول الصحيفة للطباعة. وفي المقابل، يتعامل أفراد القسم مع الشاب كضيف كسير، يحرصون على تقديم وجبات غذائية في أوقات مختلفة، ويزودونه بملابس من منازلهم، إذ لم يكن يحمل سوى قميص نوم مخطط باللونين الأزرق والأبيض. و بحسب الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، سلمت الدوريات الأمنية شابا أسمر البشرة، متوسط الطول والوزن، من ذوي الاحتياجات الخاصة (منغولي) إلى قسم شرطة التنعيم، مشيرا إلى أنه جرى التعميم عنه ولم يتوصل حتى اللحظة لأي معلومات عن ذويه. وخلص الميمان بالمطالبة لذوي الشاب أو من يتعرف عليه، مراجعة شرطة العاصمة المقدسة، إذ لا يزال الشاب منذ ال25 من شهر ربيع الآخر، متواجدا في شرطة التنعيم.