لماذا تنفذ مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات مسحا للتعداد العام للسكان والمساكن؟ ألا يمكنها الحصول على أعداد السكان عبر إحصاءات وزارة الصحة للمواليد ومن بعض أجهزة القطاع العام الأخرى بعدد القوى البشرية الأجنبية المتواجدة في الوطن!.. وألا يمكن للمصلحة الحصول على إحصاءات المساكن من أمانات المناطق؟!! إذا كان الهدف من تنفيذ المسح هو تعداد عام للسكان والمساكن، فمن أجهزة القطاع العام يمكن الحصول على بياناتها!.. ولماذ إذن إهدار الوقت وأموال الخزينة في تنفيذ مسوحات لمعلومات وإحصاءات موجودة سلفا؟!! تنفيذ مسح للسكان والمساكن يكشف أن القطاع العام لايزال يهدر الوقت في تنفيذ أمور بدائية محدودة العائد، أو أن القطاع العام لايمتلك تلك المعلومات والإحصاءات التي من المنطق أن تكون لديه، وفي كلتا الحالتين هي كارثة وبحاجة إلى إصلاح!. ربما يشير التعداد إلى أن القطاع العام أدمن التكرار وهو مطالب اليوم بالعمل الجماعي لتسريع خطى التنمية في أمور يجب أن لاتحتل حيزا كبيرا من اهتمام القطاع العام فضلا عن إعداد حملات توعوية لرفع درجة تجاوب المواطنين مع مسوحات لتعداد السكان والمساكن. إن الواجب الوطني يتطلب من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بدلا من تنفيذ مسحوات للسكان والمساكن قياس مقدار الفجوة بين خطط التنمية السابقة وبين ما تنفذ منها على أرض الواقع ليسهل تقييم أداء القطاع العام، وفحص مواطن الخلل التنموي في التخطيط أو التنفيذ وبالتالي تنجح خطط التنمية في تحقيق الأهداف التي رسمت من أجلها، فالدور المطلوب من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات يتمثل في تغيير بوصلة الأداء، والعمل بشفافية أكبر، فتقرير مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السنوي يصدر في أحوال عدة بعد انتهاء العام بعشرة أشهر، وهذا يعني أن الفائدة من التقرير السنوي تكون قد تلاشت لأن العشرة أشهر تستخدم فيها بيانات صدرت قبل عامين تقريبا، وربما يشير ذلك إلى تأخر وصول المعلومات والإحصاءات من القطاع العام للمصلحة، وبالتالي فمن المهم الآن وخصوصا ونحن على عتبات خطة تنموية جديدة أن تنفذ المصلحة دراسة وتنشر محتواها في وسائل الإعلام لتوضح الخسائر الوطنية المترتبة على تأخر نشر المصلحة للتقرير الإحصائي السنوي كمرحلة أولى ومن ثم تنفيذ شبكة إلكترونية كمرحلة ثانية لربط مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بأجهزة القطاع العام لضخ المعلومات والإحصاءات بشكل مجدول ودقيق للمصلحة لتوفير الوقت والجهد، وفي نفس الوقت يسهل نشر تقارير دقيقة بانتظام، وعندها ستتوقف أجهزة القطاع العام عن تنفيذ دراسات تستغرق أشهرا أو سنين لاتخاذ قرار حول تبني خيار تنموي جديد نتيجة لتوفر معلومات وتحديثها بشكل دوري، وهو ما ينقل القطاع العام من مرحلة العمل دون تخطيط أو التخطيط دون تنفيذ إلى مرحلة يتسم فيها التخطيط بالتنفيذ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة