يدعم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك مساء الثلاثاء المقبل، حفل انطلاق الملتقى الثقافي الثاني لنادي تبوك الأدبي بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة. يشارك في ملتقى «تحديات الخطاب الثقافي العربي» الذي يستمر ثلاثة أيام، أدباء ومثقفون ومفكرون من المملكة ومن دول عربية عدة، وذلك عبر خمسة محاور منها: مفهوم الخطاب الثقافي ومكوناته، وهيمنة الخطاب الثقافي الغربي وإشكالياته، والعنف في الخطاب الفكري وتداعياته. وأفاد «عكاظ» رئيس النادي الدكتور مسعد العطوي، أن النادي لم يستبعد بحوثا علمية مقدمة للملتقى من مثقفي تبوك خاصة ومثقفي المملكة عموما، إلا أن بعض هذه البحوث لم ترتق إلى مستوى المحاور التي حددها النادي. ولفت إلى أن جميع البحوث المقدمة خضعت للتحكيم العلمي من قبل لجنة محايدة علمية. هاجس فكري وقال العطوي: «حاول أعضاء النادي أن يشاطروا المثقفات والمثقفين الهاجس الفكري، فطرحوا حوارا حول تحديات الخطاب الثقافي العربي، متأملا في مفهوم تحديات الخطاب، وما هي تحديات التنقيح التراثي، وماهي تحديات الاستنباط والتأويل من النص الشرعي، وكيفية الانتقاء من الكم الهائل التراكمي من المعارف، وكيفية التواصل الثقافي بين الماضي والحاضر، وتكوين المستقبل متخذا من البحث والتمحيص وسبر أغوار الفكر، ورصد الحراك الثقافي طريقا إلى الكشف والإضاءة». ولفت إلى أن اختيار عنوان ملتقى، «جاء من منطلق أهمية الفكر وتأثيره في الحياة، فالفكر هو منطلق العمل والإنجاز والإبداع، وهو الذي يحرك الفرد والمجتمع والأمم، ومنطقة تبوك متواصلة مع الحراك الثقافي العربي، فالمثقفون مهتمون بالهاجس الفكري، لذا هيمن على فكرهم تحديات الخطاب الثقافي العربي، والموضوع هاجس كل فرد وطني وكل عربي، فكان طرحه نال إعجاب المفكرين والأدباء، وهو ثمرة جهد عام كامل، فعندما قرأت البحوث سررت كثيرا لهذا التجاوب مع عنوان الملتقى وقد أذهب عني العناء لتميزها». سوء ظن وبعد توجيه أحد الكتاب نقدا للنادي لاختياره عنوان (تحديات الخطاب الثقافي العربي)، قال العطوي: «رد النادي وفي الصحيفة نفسها التي نشرت النقد، ولكن سوء ظن الكاتب قد غلب فكره، فنحن نناقش تحديات الخطاب العربي وليس كما نوه في كتابته الغربي». وأشار العطوي إلى أن «مشاركة الأخوة من الدول العربية الشقيقة نهج نهجته الدولة السعودية التي تتواصل مع الأخوة العرب والمسلمين، بل حتى الغرب والشرق، فسائر المؤتمرات في شتى المعارف يشارك فيها العلماء من أنحاء العالم وليس ذلك بدعا من النادي الأدبي في تبوك. ويشاركنا في هذا الملتقى من خارج المملكة: الدكتور عادل حافظ من مصر، الدكتور أحمد العبادي من الأردن، إضافة إلى العديد من الأكاديميين الأجانب في الجامعات السعودية». ورأى «أن النادي وفق في طرح موضوعاته الفكرية التي تلامس فكر الواقع والإنسان الوطني المعاصر، ومن المشاركات والمشاركين من المملكة ببحوث في الملتقى: الدكتور حمد عبد العزيز السويلم، الدكتور يوسف حسن العارف، الدكتور أحمد عويدي العبادي، الدكتور عبد الله المعيقل، الدكتور يوسف الأنصاري، الدكتور محمد عبد الرحمن الربيع، الدكتور ظافر عبد الله الشهري، الدكتورة عزيزة المانع، الدكتور صالح أبو عرادة، الدكتور محمد سالم الصفراني، الدكتور عماد حسيب، الدكتور أحمد عسيري، الدكتور مضاوي الحميدة، الدكتورة نورة المري، الدكتورة جميلة منقرة، عائشة الشمري، وهدى الدغفق». حفل وأمسية ويصاحب الملتقى أمسية شعرية، وحفل يرعاه أمير المنطقة، يتخلله تقديم عروض شعبية لجمعية الثقافة والفنون، إضافة إلى زيارة المشاركات والمشاركين آثار تبوك. وأبرز العطوي دور اللجنة النسائية في النادي التي تعمل وبتنسيق مع أعضاء المجلس جنبا إلى جنب؛ لإنجاح أنشطة النادي كافة، ولا سيما الملتقى الأول والثاني. وعلق العطوي على الحراك الثقافي في تبوك، موضحا أنه «انطلق مع تكوين الدولة السعودية، فانتشر التعليم والمنطقة لها تواصل مع بلاد الشام ومصر، وهي تتواصل مع قوافل الحجاج.. ومازال هذا التواصل مع الثقافات يلح على كل مثقف في المنطقة، فهي مجاورة لمراكز الثقافة في الوطن العربي، ومن هنا كانت تبوك منطلقا للشعر والشعراء المعاصر في بلادنا، فمنهم عبد الله الصخيان، محمد الحربي، خديجة العمري، وفاطمة القرني، كذلك ظهر في المنطقة كثير من رجال المسرح السعودي مثل حسن العسيري وراشد الشمراني وغيرهما. ومنها كثير من المؤلفين والكتاب على مستوى الوطن والعالم العربي، ويسعى أعضاء النادي والمثقفون من حوله لمواصلة تلك المسيرة الثقافية في المنطقة».