لم يخل عمل العدادين في اليومين السابقين لانطلاق مشروع التعداد السكاني في المملكة، من مواقف طريفة وأخرى نادرة، فمنهم من دخل في مواجهة مع الثعابين الهائمة، وآخرون اكتسبوا صداقات جديدة لم تكن في الحسبان، ولم تخل كذلك من لقاء صديق أو زميل دراسة فرقت بينهم مشاغل الحياة وباعدت بقدر ما تستطيع. ففي محافظة الأحساء، فوجئ أحد العدادين الذي رفض ذكر أسمه، بالمقابلة الطيبة التي استقبل بها من شباب أحد الأحياء التي تخوف كثيرا من دخولها، وذلك على خلفية ما كان يسمعه عن شباب الحي وطريقة تعاملهم مع الغرباء، ويقول: «أعددت عدتي واستعددت للرد على كل من يحاول يتعرض لي بالسوء، ولكنني بمجرد وصولي إلى هناك والتعريف بنفسي تلاشت مخاوفي كليا، حيث تطوعوا لمرافقتي في جولتي التي شملت 15 أسرة ووجدت منهم التعاون المثمر. ويقول آخر، التقيت أثناء انطلاقي لعد الأسر والمساكن زملاء دراسة في المرحلة الابتدائية لم أقابلهم منذ 35 عاما، وكان لقاء لا يوصف حتى أنهم أصروا على الاحتفاء بي ودعوني لتناول وجبة العشاء معهم، إلا أنني اعتذرت لهم بحجة زيارة العديد من الأسر التي ينبغي على جمع معلوماتها، فرفضت الدعوة في البداية، إلا أنني قبلتها في الأخير نزولا عند رغباتهم وإصرارهم الكبير . في محافظة الشقيق، دخل موظف التعداد السكاني حسين معافا ، في مواجهة حامية مع ثعبان ضخم اعترض طريقه، في قرية الراجحية، أثناء أداء عمله، ما استدعى الأمر تدخل مساعد مشرف التعداد في المحافظة عيسى آل حمود على معافا، الذي طمأن العدادين، وقال إن موظفي التعداد سيواجهون العديد من المواقف المحرجة والصعبة ولكن شعورهم الوطني سيساهم في التغلب عليها . وكان للأئمة والخطاب كذلك دور التوعية بفوائد التعداد، ففي الأحساء دعا العديد من أئمة المساجد وخطباء الجوامع في خطبتي الجمعة أمس، أهالي الأحساء من المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التعاون مع موظفي التعداد السكاني والتجاوب معهم في تقديم كافة المعلومات والبيانات عن الأسرة. ووصف الخطباء المشروع، بأنه يسهم في تطوير الخدمات التعليمة والصحية والاقتصادية، وكذلك في تنمية عجلة التطور في المملكة، وتمنى الخطباء عدم الانسياق وراء الشائعات والدعايات الكاذبة التي تقال في المجتمع ووراء تلك القصص المصطنعة عن موظفي التعداد وما يصدر منهم من خطأ. وفي منطقة عسير، ناشد المئات من العدادين، الجهات المختصة بالنظر بصفة عاجلة إلى المبلغ المادي القليل الذي يتقاضونه، والذي لا يشجع على الا ستمرار في العمل كما خطط له بحسب قولهم، وذلك نظرا للمعاناة التي يواجهونها يوميا في عد السكان على اختلاف الجنسيات، وكذلك الوحدات السكانية والتي تتطلب جهدا كبيرا، وطالبوا برفع سقف الأجر اليومي إلى 300 ريال بدلا من 200 ريال يتقاضونه حاليا. وأوضحوا ل «عكاظ» معاناتهم من الإرهاق والتعب في عملهم، إضافة إلى غيابهم لساعات طويلة عن أسرهم، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بزيادة أجورهم للتغلب على حالة الإحباط التي يعيشونها، في الوقت الذي رفض فيه عدد من المشرفين والمراقبين الإدلاء بأي تصريح ل «عكاظ» حيال هذا الموضوع باعتباره خارج نطاق صلاحيتهم. وفي عرعر، نظمت الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية البارحة الأولى، مسيرة صحية خاصة بالتعداد السكاني جابت ميادين وشوارع المدينة، ودشن القافلة المدير العام للشؤون الصحية الدكتور فيصل بن علي الثبيتي، بحضور المشرف على التعداد السكاني في منطقة الحدود الشمالية صالح بن سليمان الخشيبان، ورئيس اللجنة المحلية منور بن علي العنزي، واشتركت فيها مركبات الشؤون الصحية عموما وأفراد الكشافة في الإدارة العامة للتربية والتعليم وتحمل شعارات التعداد السكاني.