فجع صاحب الإثنينية بوفاة ابنه إباء في ريعان شبابه. الإثنينية معلم ثقافي وحضاري رفيع، وصاحبها علم من أعلام بناء التواصل الفكري.. لله سبحانه ما أعطى وله سبحانه ما أخذ. أشعر بعظم مصابه وأكاد أعيش أحزانه وآلامه، لأن الموت يبعث بين الناس جرحا مشتركا وألما متواصلا، والإثنينية وإن كان حظي من حضورها لم يتجاوز ليلة يتيمة حين استضافت الدكتور منصور التركي مدير جامعة الملك سعود حينذاك، وكنت فيها عميد شؤون طلابها، إلا أني متابع لها، شغوف بأخبارها، معجب بإنجازها، وكان لقائي الثاني والأخير بصاحبها، حين شرفنا في حفل ختام برامج باب رزق جميل قبل قرابة عام الذي حظي برعاية الدكتور غازي القصيبي، شافاه الله ورده سالما. لأبي إباء الدعاء بحسن الجزاء، ولإباء بمنزلة الصديقين والشهداء. *** هنا موقف للصبر يستلهم الصبرا ويستحضر السلوان أو يلهم الذكرى هنا يستطاب الأجر إذ تعظم البلوى وأعظم بأجر عند من يعظم الأجرا وقفت أبيا تذرف الدمع شامخا لفقد إباء كان في عمره العمرا فتى نال مجدا في صباه وربما تألق حتى لاح في ليله بدرا وراح إلى آفاق كسب فضائل يجوب الضحى شمسا إلى شرف المسرى ورحت بإثنينية في رحابها مجالس علم لم تزل تشرح الصدرا تخوض غمارا لم تزل توقظ النهى وتجلو بنار الفكر ما يوقد الفكرا تعزيك من تلك العلوم حروفها وقد صغتها في الناس أيقونة كبرى يرى كل حرف في إباء أخا له وفي كل سطر من مودته سطرا وللناس آجال وللموت رهبة وللصبر عند الأمر ما يؤنس القبرا بذلت يدا تبقى وهذي اليد التي تنال بها ما شئت منزلة أخرى وفي صمتك الحزن الذي يشعل الدجى وفي حزنك الصمت الذي يشعل الفجرا هنا موقف للصبر فاظفر بموقف أبي، ونل فوق الذي نلته قدرا * www.saadalghamdi.com