ارتسمت الفرحة على وجوه المكرمين في ملتقى العقيق الثقافي الرابع، حيث سارعوا للتأكيد عبر «عكاظ» أن بادرة نادي المدينةالمنورة الأدبي بتكريمهم تحفز كافة المثقفين والأدباء على التميز وتقديم الجديد. وأطلق دورة الملتقى الرابعة (الحركة الأدبية في المدينةالمنورة في العصر الحديث) البارحة الأولى، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، وشهد الحفل تكريم الدكتور نايف الدعيس والدكتور عاصم حمدان وحبيب محمود والمؤرخ أحمد سعيد بن سلم، الذين عبروا ل «عكاظ» عن سرورهم بتكريمهم من قبل النادي، حيث رأى الدكتور الدعيس في التكريم، تكريما لكل مثقفي وأدباء المدينةالمنورة، مفيدا «أن الوفاء سمة أبناء طيبة الطيبة»، وشكر النادي الأدبي على هذه البادرة، «التي تساعد مثقفي المدينة على التميز والتألق وتقديم كل جديد في الأدب والثقافة». ووصف الدكتور عاصم حمدان المناسبة ب «لحظة وفاء أشعر بها، وأنا أكرم في البلدة التي ولدت بها، ونشأت على ثراها وتعلمت الأدب في مدرستها ومؤسساتها. وأكون محظوظا إذا ما ولدت في بلدة مفرداتها الحب والتسامح والألفة والود، إذ نشأت في المدينةالمنورة وتعلمت من أجيال سبقتنا في العلم القيم والإبداع». وزاد «كنا نسمع بأسرة الوادي المبارك التي كانت النواة الأولى للنادي الأدبي الحالي، وقد ساهمت هذه الأسرة في إثراء الحركة الأدبية والفكرية في المدينةالمنورة منذ بداية السبعينيات الهجرية، وكانت امتدادا لمنتديات سبقتها إلى الأبارية والأنورية وأم الشجرة ونادي الحفل الأدبي ونادي المحاضرات.. وأنا الآن أشعر بالكثير من الحب والحنين إلى مسقط الرأس والأذان الذي سمعته من منابر المسجد النبوي، وإلى أصوات العلماء الذين يرتلون القرآن، ويعلمون أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام». وأبدى أبناء حبيب محمود الدكتور أحمد والمهندس محمد وعدنان سعادتهم بهذا التكريم الذي يرعاه الأمير عبد العزيز بن ماجد، الحريص على تكريم من لهم أثر واضح في خدمة مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من النواحي الاجتماعية والثقافية والعلمية، ومنها تكريم والدنا الذي ساهم بجهده أثناء حياته في المدينةالمنورة لخدمة أهالي المدينةالمنورة الذي أسس رحمه الله مدارس العلوم الشرعية منذ 90 عاما وهي أولى المدارس الأهلية في المملكة، وما زالت تخدم شريحة كبيرة من أهالي طيبة الطيبة والمقيمين فيها، وتأسيسه مكتبة السيد حبيب العامة التي تحتضن عشرات الآلاف من العناوين الثقافية والقانونية والمراجع العلمية والمخطوطات النادرة للقرآن الكريم». المؤرخ أحمد سعيد بن سلم أعرب عن سروره بتكريم نادي المدينةالمنورة الأدبي كوكبة من العلماء والمثقفين في ملتقى العقيق في دورته الرابعة، واعتباره واحدا منهم، وقال: «يعنى لي هذا التكريم الشيء الكثير، وهو اعتراف الزملاء في النادي الأدبي بما قدمته في مجال تاريخ المدينةالمنورة والثقافة عامة، وإني إذ سرني هذا في مثل هذا السن، أقدم شكري وامتناني إلى نادي المدينةالمنورة الأدبي وعلى رأسهم الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان وزملائه في مجلس الإدارة». وخلص ابن سلم للإشارة إلى «أن ملتقى العقيق ساهم في النهضة الثقافية والحركة العلمية، ويعتبر مهرجانا كبيرا في عرض تراث المدينةالمنورة». وكان وزير الثقافة والإعلام قد أبرز في كلمته في حفل الافتتاح الدور والحراك الثقافي والأدبي للمدينة المنورة، وإسهام مثقفيها في نشر الثقافة والأدب على مستوى المملكة، وأثنى على المخزون الثقافي الذي تختزنه المدينة، مفيدا «أن الثقافة هي من تصنع الشخصية والهوية للأفراد والمجتمعات».