استيقظت صناعية الخضرية في الدمام صباح أمس على روائح النار والدخان بعد اشتعال كبير في مصنع للأسفنج. وشوهدت ألسنة اللهب والدخان في أرجاء واسعة من المنطقة، في الوقت الذي تدافع فيه الإطفائيون لمحاصرة النيران وإنقاذ المنطقة من الخطر. وبحسب شهود عيان في المكان، فإن ألسنة اللهب امتدت لنحو 30 مترا إلى أعلى، لكن الإطفائيين نجحوا في فرض طوق محكم في محيط الحريق ومنعه من الانتقال إلى مواقع أخرى. رصدت «عكاظ» توافد عدد من فرق الإطفاء من أربع محافظات بهدف التعامل مع الحدث الطارئ وتطويق الخطر، ونجح رجال الإنقاذ في إجلاء أكثر من 70 عاملا بينهم مواطنون. وأبلغ المتحدث في الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا في الحادث لمعرفة ملابساته وتحديد أسباب اندلاع النار، وفي هذا السياق استمع محققو الدفاع المدني إلى إفادات عمال في المصنع المحترق. وشرحت مصادر «عكاظ» الآلية التي اتخذتها سلطات الدفاع المدني في احتواء النيران، حيث تركزت أعمال السيطرة على عزل خزانات المواد الكيمائية التي تستخدم في صنع الأسفنج وشكلت مخاطر حقيقية، لكن حنكة الإطفائيين قللت من المخاطر. إلى ذلك، أبلغ «عكاظ» مدير المصنع المحترق أحمد المعيصم، أن أسباب الحريق مازالت مجهولة، لكنه ألمح إلى أن بداية الشرر انطلقت من الجهة الشمالية للمصنع وقضت النيران على مستودعين للأسفنح مساحتهما تقدر بنحو 4 آلاف متر مربع. إلى ذلك، شاركت عشرات من الدوريات الأمنية في منع وصول الفضوليين والسكان المجاورين، وفرضت عليهم طوقا على مسافة تمتد أكثر من ألف متر من موقع الحدث، ولم يسجل الحريق أية خسائر في الأرواح، فيما قدرت مصادر قيمة التلفيات المادية بنحو 20 مليون ريال.