لكي يسترد المواطن وليد الملا وظيفته فإن عليه أن يسترد عقله أولا، ولم يكن الملا مجنونا، ليس لأنه يؤكد على سلامته العقلية، بل لأن مقدرته على متابعة قضيته بين مستشفى الأمل، حيث كان يعمل محاسبا، وهيئة التخصصات الصحية الطبية التي تنظر في قضيته، ومستشفى الصحة النفسية حيث تم فحص عقله، وحقوق الإنسان حيث لجأ إليها لإنصافه، هذه المقدرة على إدارة قضيته من شأنها أن تؤكد سلامة عقله، خاصة إذا علمنا أن متابعة معاملة عبر مختلف الدوائر يمكن لها أن « تجنن اللي عقله كامل». لا يكفي المواطن الملا أن يقف في ميدان عام ويهتف: «يا عالم تراني رجال بعقلي»، وذلك لأن جنونه جاء بقرار رسمي ولا يمكن أن يستعيده إلا بقرار رسمي، ولكي يصدر مثل هذا القرار لابد من تحويله إلى الجهات المختصة، والمتمثلة هنا في مستشفى الصحة النفسية، وهو الجهة الوحيدة المخولة بإثبات سلامة عقل أي مواطن، أو البرهنة على جنونه، بشكل رسمي غير قابل للنقض أو الطعن. والمواطن الملا يقول إنه داخ «السبعة دوخات»، لكي يسترد عقله الذي فقده بشكل رسمي منذ أن شكك مستشفى الأمل في صحة قواه العقلية، وكان مسؤول في هيئة التخصصات الطبية والصحية قد أعلن منذ ما يقارب الشهرين، في أعقاب تأجيل النظر في قضيته، أن ذلك التأجيل إنما كان بسبب تأخر البريد في إيصال تقرير مستشفى الصحة النفسية للهيئة، وبشر ذلك المسؤول بأن ما تسرب إليه من التقرير يؤكد صحة عقل المواطن، ولا نعلم حتى الآن إذا كان البريد قد وصل أو تاه في الطريق وتاه معه عقل المواطن المذكور، غير أن ما نعلمه هو أن المواطن اضطر مؤخرا للجوء إلى حقوق الإنسان لتحريك معاملته التي لا تزال معلقة ومعها تعلق رزق أبنائه، وتعلق معها عقله كذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة