أنا طالبة جامعية في قسم الحاسب الآلي، وتقديري حاليا جيد جدا، وأريد أن يكون ممتازا، إلا أنني أواجه عوائق تقف في وجهي، منها وقوف بعض الأصدقاء في وجهي وتحطيمهم لآمالي، فإذا قلت لصديقتي مثلا هل ذاكرت محاضرات أمس، تقول: لا، ولن أذاكرها إلا قبل الامتحانات بيوم أو يومين، وأنا أعرف أنك ستقول لا تنصتي لها وراجعي محاضراتك، ولكن في تلك اللحظة ينتابني شعور بعدم الرغبة في المذاكرة والتأجيل؛ لأني شخصية أتأثر بأي موقف يحصل أمامي، وهذه الطريقة أتعبتني كثيرا وسببت لي الكثير من الحرج مع الآخرين، وخسرتني الكثير، وحتى لا أخسر أكثر مما خسرت. كيف أتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟ وماذا أفعل حتى لا أتأثر بهم؟ وما هي الطريقة المثلى للحصول على الامتياز؟ رندة جدة وأنا أقرأ رسالتك تذكرت دراستي لمرحلة الماجستير، ودعيني أروي لك قصة مرت بي آنذاك تشبه إلى حد كبير ما تفعله صديقاتك بك، فقد طلب أستاذ إحدى المواد مرجعا لم يكن في المكتبة المركزية للجامعة سوى خمس نسخ وطبيعة نظام الإعارة يقتضي إبقاء نسخة من الكتب الخمسة على أرفف المكتبة وإعارة أربع نسخ، وكنا آنذاك خمسة طلبة، أي أن واحدا منا كان يجب أن يبقى بلا نسخة، ولم يكن الكتاب وقتها متاحا في الأسواق لشرائه، ولاحظت منذ بداية الفصل أن النسخة الباقية غالبا ما كانت تنتقل من الرف المخصص لها إلى أرفف أخرى لا صلة لها بها، ونظرا لأن تلك النسخة لم تكن تملك أرجلا للحركة فلاشك أن أحدا كان يحركها، وبقي السؤال المحير من هو الشخص الذي كان يحركها؟ ولم تطل المسألة كثيرا فقد اكتشفت أحد الزملاء الذين يدرسون معنا والذي كلما سألته بالعفوية التي تسألين أنت الآن زميلتك عما إذا كان قد أنهى البحث المطلوب منا كتابته، أو هل بدأ بالاستعداد للامتحان، كانت إجابته دائما بالنفي، ثم تبين لي أنه يفعل كل ما يفعله في محاولة منه لتثبيط همتي وهمة بقية الزملاء حتى نتقاعس ويتفوق هو على الجميع، فأنت يا ابنتي بين واحدة من اثنتين إما أنك تنجذبين للطالبات الكسولات اللواتي هن فعلا متقاعسات ولا يفتحن الكتب إلا قبيل الامتحانات بقليل، أو أنك وقعت مع طالبة من صنف الزميل الذي حدثتك عنه في الأسطر السابقة، وفي كلتا الحالتين عليك الابتعاد عن الطالبات من الصنفين، فلا تصاحبين كسولة، ولا كاذبة، وكوني متيقنة من أن مسؤولية التفوق لا تقع على كاهل الزميلة فلانة أو علانة، مسؤولية التفوق تقع عليك أنت لا على غيرك، وطالما أنك عرفت صفة سلبية فيك وهي التأثر بالإيحاءات التي تدور حولك، فأحرصي على مصاحبة فتاة جادة تقرأ وتذاكر وتشد من أزرك، والحل يكمن هنا، بمعنى أن عليك أن تبحثي عن زميلة جادة تشد كل منكما أزر صاحبتها وتتخلصين من الدوران في فلك المتقاعسات والكاذبات.