أنهت إدارة الطرق والنقل في محافظة بيشة أمس فتح الجسر الذي كان مغلقا قبل جريان السيول من قبل مسؤول سابق في المحافظة أنشأه لمنفعته الخاصة مما تسبب في ارتداد المياه ودخولها إلى منازل وحظائر مواشي «عكاظ 4/5/1431». وشوهدت معدات الطرق أمس في الموقع وهي تزيل كميات كبيرة من الأتربة وطريق معبد أقيم على مجرى الوادي، ووقف وكيل محافظة بيشة محمد الغثيم ومدير إدارة النقل علي العلي ومدير الدفاع المدني المقدم حسين شيبان العلياني على الموقع، للتأكد من إزالة كل العوائق التي تعترض مجرى الوادي حسب توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بعد وقوفه على الموقع خلال زيارته الأخيرة لمحافظة بيشة؛ لتفقد أضرار السيول وتقديم واجب العزاء لشهيد الدفاع المدني . إلى ذلك تواصل لجان حصر الأضرار الناتجة عن السيول التي شهدتها محافظة بيشة أعمالها في القرى المتضررة، وأوضح ل «عكاظ» رئيس مركز معلومات المتضررين في مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير العقيد علي عطا الله العتيبي أن المركز بكامل طاقمه المكون من 10 ضباط وأفراد يعملون على مدار الساعة لتقديم الخدمة للمتضررين من إيواء وإعاشة وحصر للأضرار بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وأفاد العقيد العتيبي أن مجموع من تم إيواؤهم أثناء السيول في شقق مفروشة بلغ 146 شخصا عاد منهم 76 إلى منازلهم وبلغت الحالات التي تم حصرها في بيشة 327 حالة. من جانبه أكد مدير التربية والتعليم للبنين في بيشة سعيد بن فرحة آل عثمان أنه تم الترتيب لاستقبال عدد من الطلاب الذين شردتهم السيول من قرى الصبيحي والثنية ومدارس مدينة بيشة «ولن يكون هناك أي عائق دون التحاقهم بالمدارس التي يرغبونها حاليا». وأشار آل عثمان إلى أنه سيتم تعويض الطلاب الذين فقدوا كتبهم الدراسية كتباً جديدة. وعلى جانب آخر شكلت إدارة المعهد المهني الصناعي في بيشة فرقا لإعادة تأهيل المنازل المتضررة من السيول والأمطار التي شهدتها المحافظة، وسيرت فرقا في تخصصات الكهرباء، التبريد، التكييف، النجارة، اللحام، التمديدات الصحية والإلكترونيات. وذكر ل «عكاظ» مدير المعهد المهني الصناعي في بيشة سعد الشمراني أن الفرق التي تم تشكيلها باشرت أعمال الصيانة المنزلية من إصلاح الأعطال الكهربائية والإلكترونية، وأعطال الثلاجات والمكيفات، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالأبواب الحديدية والخشب، والأسرّة والدواليب، والتمديدات الصحية، مبينا أنه تم اختيار موقع مناسب لمقر الورش، وتم التعميم على المحافظة ومراكزها بماهية الدور الذي تؤديه تلك الفرق. وكشفت السيول التي اجتاحت قرى بيشة الحاجة إلى بعض الخدمات ففي قرية الباطن غرب بيشة وضح افتقارها جسرا كبيرا على امتداد الوادي عوضا عن العبارات الصغيرة التي لم تستوعب كميات السيول وهنا ذكر محمد جويعد السعدي من قاطني الباطن أن القرية بلا مدارس ثانوية للبنات أو للبنين ولا يوجد مركز صحي وأثناء جريان السيول ينعزل الجميع عن المدارس في شديق. وأعرب عدد من أرباب الأسر التي غمرت مياه السيول منازلها في الصبيحي والثنية وأسكنوا في شقق مفروشة في بيشة عن رغبتهم في العودة لمنازلهم وقال فايز محمد البيشي من أهالي الصبيحي: إنه ينتظر الإذن من الجهات الرسمية بعودته وأسرته إلى منازلهم مبينا أن منزله داهمته السيول وغمرت جميع الغرف والمطبخ والمرافق الأخرى. أما عبد الله دحيم البيشي فقد تسببت السيول في هدم منزله بالكامل وأصبح غير صالح للسكن، وهو الذي ولم يمض على سكناهم فيه سوى فترة قليلة. من جانبه قال فايز علي الحلافي من سكان الثنية: «أبلغني صاحب الشقق المفروشة التي نسكنها أنا وأسرتي بالمغادرة اليوم بناء على خطاب من فرع وزارة المالية في بيشة وهذا أمر مزعج بالنسبة لي إذ كيف أعود إلى منزل غير صالح».