اعتبر عميد كلية الشريعة السابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور سعود الفنيسان، النيل من الآخرين باللفظ والاستهزاء، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر بمزاح أو غيره من الغيبة المحرمة. وقال ل «عكاظ»: خلق الله الخلق من أصل واحد قال تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، لذا فإن التنابز بالألقاب والأوصاف التي لا يحب المذكور قولها عليه من الغيبة المحرمة التي يؤثم عليها القائل، قال عليه الصلاة والسلام «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته»، موضحا أن البهتان أعظم من الغيبة، ولفت الفنيسان أن شتم الآخرين والنيل منهم، سواء باللون أو الشكل أو العرق يعتبر من العنصرية والأنانية التي تخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها، مبينا أن الله خلق البشر من شعوب وقبائل ليتعارفوا لا ليتنازعوا ويسخر بعضهم من بعض، مشددا على أن هذا منهج الإسلام في التعامل مع غير المسلمين فكيف بالمسلمين الذين تربطنا بهم روابط الدين والأخوة والوطن وغيرها من الروابط القوية. وأكد الفنيسان على أن احتقار الآخرين في التعامل واللفظ ناتج عن مرض نفسي مصاب به الشخص الذي يطلق مثل هذه العبارات، عندما يتعالى على الآخرين، مشيرا إلى أن النيل من الآخرين يتنافى مع أخلاق الإسلام التي جاء بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». واستثنى الفنيسان أن يكون الحديث عن الآخرين من باب المناصحة دون الإيذاء بالكلام، لأن هذا يدخل من باب التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه في كتابه العزيز «ولا تنابزوا بالألقاب». وشدد عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي على الحديث في الآخرين والنيل منهم تحت أي ستار، وأنه يعتبر جريمة ومن كبائر الذنوب، خصوصا أن هناك أدلة صريحة من الكتاب والسنة تجرم هذا العمل، حيث قال سبحانه وتعالى «ولا يغتب بعضكم بعضا»، لافتا إلى أن العلماء ليس لهم إلا أن يذكروا الناس بخطورة هذه الأعمال، مستندين على ما جاء في الكتاب والسنة. وأرجع السعيدي سبب انتشار آفة النيل من الآخرين وطعنهم، سواء أكان بشكل مباشر أو برسالة جوال أو غيرها، يأتي بسبب هجر القرآن وإهمال أوامره ونواهيه، وهو من شكاوى الرسول لربه يوم القيامة «وقال الرسول يا ربي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا»، فهجر القرآن بما جاء فيه من معان وألفاظ، هو سبب انتشار الخصال السيئة بين الناس، ومن ضمنها الغيبة والنميمة والنيل من الآخرين بألفاظ سيئة تولد الأحقاد والضغائن في المجتمع الواحد.