الفقر والبطالة وضيق العيش في قطاع غزة المحاصر أجبر العديد من معيلي الأسر الكبيرة على البحث عن مصادر رزق مهما كانت صعوبتها ومخاطرها هربا من الفقر والجوع. وفي قطاع غزة المحاصر ابتكر المواطنون الفقراء الكثير من المهن الخطرة، ومنها مهنة البحث داخل أكوام القمامة في الشوارع الرئيسة وداخل مكبات النفايات عن أي شيء يصلح للبيع، خاصة قطع البلاستيك أو الحديد لبيعها للمصانع من أجل إعادة تصنيعها مقابل القليل من النقود. ورغم المكاره الصحية التي قد يتعرض لها من يمتهنون هذه المهنة إلا أن البطالة والفقر الذي أصاب أكثر من 70 في المائة من أبناء قطاع غزة يضطرهم للبحث عن أي مصدر رزق مهما كانت الأخطار. وأصبحت مشاهد الشبان الذين يسيرون في شوارع مدينة غزة صباح مساء للبحث داخل أكياس القمامة أمام المنازل مشهدا عاديا وهم يقلبون الأكياس بحثا عن كل ما ينفع للبيع من قطع بلاستيك وكرتون وأحذية وأقمشة صالحة. وفي مكب النفايات الرئيس في مدينة غزة يتجمع العشرات في ساعات الصباح الباكر للفوز بأكبر كمية من النفايات القابلة للبيع كالبلاستيك . الحاج أبو محمد (50 عاما) يقول إنه لا يجد حرجا في التوجه إلى مكب النفايات بحثا عن أي شيء ينفع للبيع بعد أن ضاقت به الدنيا بسبب عدم تمكنه من الحصول على أية فرصة عمل. ويتسابق أبو محمد والعشرات من الشبان والشيوخ الفقراء في تقليب وتفتيش أكوام القمامة بعد تنزيلها من الشاحنات الكبيرة وعربات الكارو في محاولة من كل واحد منهم جمع أكبر قدر ممكن من النفايات القابلة للبيع للمصانع. ويشارك عمال النظافة عشرات من العاملين في قسم النظافة في البلدية في جمع النفايات التي تباع، حيث يفرز بعض العاملين في مركبات أو عربات جمع النفايات هذه النفايات ويضعونها في أكياس ويفصلونها عن سواها، ما يقلل من حجم الفائدة التي تعود على العمال الذين ينتظرون في المكب.