القرار الملكي الذي صدر بتاريخ 3/5/1431ه بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة يعد بحق قرارا تاريخيا ومفصليا في تاريخ المملكة ويحسب في خانة القرارات المواكبة للعصر والآخذة بأسباب القوة الدولية حيث أنه يسهم إلى حد بعيد باستخدام التقنيات الحديثة والمتلاحقة في مجال الطاقة الذرية لما يعود بالنفع على حياة الإنسان، ولأن المملكة هي مملكة الإنسانية فإن جميع أغراض المدينة التي ستسعى لتحقيقها مستقبلا هي أغراض سلمية بالدرجة الأولى، لذلك سميت بمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة. إن مما أتسم به قرار إنشاء هذه المدينة هو كونها ترتبط بمجلس أعلى يرأسه رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الوزراء نائبا، وعضوية النائب الثاني وزير الداخلية، ومجموعة من الوزراء وأصحاب المعالي أعضاء، وهذا الارتباط يهيئ للمدينة سرعة اتخاذ القرارات كما يغذيها بالقوة المعنوية والمادية وفي نفس الوقت سرعة التنسيق بين الجهات ذات العلاقة التي في الدولة وكذلك فإن اختيار الجهاز الإداري ممثلا في كل من معالي الدكتور/ هاشم يماني رئيسا معالي الدكتور/ وليد أبو الفرج نائبا للطاقة الذرية ومعالي الدكتور خالد السليمان نائبا للطاقة المتجددة كان موفقا لما تمتاز به الشخصيات الثلاث من مكانة علمية مرموقة وناحية تخصصية معروفة وتاريخ طويل مع البحث العلمي في مجالات الطاقة الذرية والنووية والدراسات الفيزيائية خاصة رئيس المدينة معالي الأستاذ الدكتور هاشم يماني الذي تميز بالبحث العلمي في مجال الفيزياء ودرس في الجامعة العالمية هارفارد وعركته الحياة العلمية والعملية لسنوات طويلة جدا. إن إنشاء مثل هذه المدينة سوف يكون له أثر على محاور متعددة، أولها إعداد طاقات وطنية متخصصة في مجال الطاقة الذرية والمتجددة من خلال العمل على اختيار الصفوة من خريجي هذا التخصص وابتعاثهم وصناعة عقولهم بالاحتكاك البحثي العالمي في أرقى الجامعات وموضوع كهذا هو من الأهمية بمكان لأن الدولة لا يصنعها ويبذل من أجلها الكثير إلا رجالها ومواطنوها والمحور الثاني خاص بتلبية احتياجات الوطن في التنمية المستدامة مما يحقق الاستخدام السلمي للطاقة ومن ثم الارتقاء بالمجالات الطبية والزراعية والتعدينية وثالث المحاور وأهمها هو أن تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة ولا يمكن مستقبلا تهميشها أو تغييب دورها القيادي في المنطقة أو حتى على مستوى العالم لما سيصبح عندها مستقبلا من كوادر وطنية ذات اسم ومعنى في المجالات المتنوعة للطاقة التي تمنح البلاد تقدما وترعاها حفظا. بقي أن نذكر أن على إدارة المدينة أن تستقطب المتميزين في أقسام الهندسة النووية في الجامعات السعودية والعربية والعالمية وأن تعمل جاهدة على أن تحقق رؤية الملك لإنشاء هذه المدينة فالطاقة الذرية مدينة ملك، كما أن عليها أن تلمس جوانب البحث العلمي الجاد والمواكب للأصالة والتجديد مما يوصل إلى العالمية في الطاقة الذرية السلمية وأن تتخذ لذلك أسبابه المادية والتقنية ليضيء بعطاءاته في داخل المدينة وخارجها كما يجب على الإدارة أن تجنب المدينة التوغل في النواحي التعليمية والأكاديمية التي يمكن أن تسد مسدها في ذلك الجامعات السعودية ولا يلزمها التوسع الإداري والتوظيفي فيما لا يخص البحث العلمي وتركز على المهمة الأساسية التي أوضحتها البنود التعريفية لتلك المهام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة