أفتى المفتى العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قبل أيام حسب ما نشر في إحدى الصحف بأن من يقوم بقطع الإشارة عامدا مستهترا بأرواح الآخرين، ضاربا بالأنظمة المرورية عرض الحائط، فإنه قاتل مرتكب لجريمة قتل شبه العمد، وليس قتل الخطأ كما يعتقد مرتكب الجريمة وذووه وجهات الاختصاص!. وما نبه إليه سماحته هو الموافق لواقع الأمر بالنسبة للحوادث المرورية القاتلة والمدمرة الناتجة عن قطع إشارات المرور، فالذي يقوم بهذا العمل الإجرامي لا يمكن وصف عمله بأنه يدخل تحت مظلة قتل الخطأ، بل هو يرقى إلى القتل شبه العمد حسب المواصفات الشرعية لأنواع القتل الثلاثة، وهي العمد وشبه العمد والخطأ. ولتعريف كل نوع فإن قتل العمد هو أن يقوم إنسان بعمل عدواني ضد آخر لا يختلف اثنان على أنه قد يؤدي غالبا إلى قتل المعتدى عليه في حالة إصابته، مثل إطلاق الرصاص على إنسان أو ضربه بجسم صلب في مكان قاتل أو إلقائه من عل أو قذفه في اليم.. ونحوه. أما شبه العمد فمثل الاعتداء على إنسان بالضرب المبرح بالعصا بما قد يؤدي تكراره إلى إلحاق أذى خطير، ربما يقوده إلى الموت أو كيه بالنار ونحوه. أما قتل الخطأ فهو ما كان دون قصد البتة كأن يكون إنسان في رحلة صيد فيطارد صيدا ويطلق عليه النار فيصاب بالطلقة شخص عابر لم يلاحظ الرامي وجوده أصلا، أو أن يقود إنسان دابة أو مركبة بطريقة هادئة فيعرض له راجل فيصطدم به دون قصد فيرديه قتيلا، وغير ذلك من صور قتل الخطأ التي تتم دون أدنى قصد من مرتكب الحادث. فإذا جئنا إلى ما يرتكبه قاطعو الإشارات المرورية فإن «الحمار الوحشي!» يعلم أن قطع الإشارة وهي حمراء سوف يفاجئ الذين تحركوا بسياراتهم بعد إضاءة الإشارة الخضراء، فيدهمهم القاطع بما يعرض أرواحهم للخطر الماحق، والأمر ينطبق على المشاة الذين تضاء لهم الإشارة الخضراء فيدهمهم سائق أرعن ويسوي أجسادهم بالأسفلت، فلا تكون هذه الجريمة من نوع قتل الخطأ بل شبه العمد، حسب الواقع وما أفتى به سماحة المفتى. وأرى أنه في حالة قيام سائق ما بتعاطي مسكر أو مخدرات ثم قيادة مركبته وقطع الإشارة أو عكس السير أو السير بسرعة جنونية، فإن عمله هذا يرقى إلى القتل العمد؛ لأنه تعمد تغييب عقله ثم قاد سيارته وهو يعلم أنه قد يؤذي بذلك أبرياء ويودي بحياتهم التي هي خير من حياته الفاسقة، ومثله يستحق في بعض الحالات عقوبة الموت تعزيرا، إن الله عزيز حكيم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة