أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية، إن الزيارة التاريخية التى استهلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مملكة البحرين، ولقاءه الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين، تمثل أسمى وأرقى ما يمكن وصفه فى إطار العلاقات المتميزة القائمة بين دول مجلس التعاون مجتمعة. وقال فى تصريح خاص لتلفزيون البحرين أمس، إن هذه الزيارة التاريخية تحمل فى ثناياها العديد من الأمور التى تتصل ليس فقط بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، لأن هذه العلاقات ليست مجرد علاقات دبلوماسية، ولكنها مبنية على أسس قوية من الاحترام المتبادل وعلى خصوصية جامعة للعلاقات الصلبة ونموذج للعلاقات المتجذرة بين البلدين. وأشار إلى أن هذه العلاقة أسهمت فى الدفع بنجاح واستمرار مسيرة الخير المباركة لمجلس التعاون التى لم يكن ممكنا لها أن تستمر لولا صلابة الإرادة والتصميم على مستوى قيادات دول المجلس. وعندما نشير إلى قيادات دول المجلس، نؤكد دوما على المستوى الكبير والدور الإيجابى والمهم الذى رسخ الانتماء لهذا الكيان والدفع بمفهوم المواطنة الخليجية إلى حيز الوجود، منوها بالدور البارز والمهم الذى اضطلع به خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية وحتى الآن فى دعم ومساندة المسيرة الخيرة لمجلس التعاون ومساندة القضايا العربية والخليجية على وجه الخصوص. وشدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مملكة البحرين ولقاءه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ستشكل نقلة نوعية للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وستنعكس إيجابا على العمل الخليجي المشترك وستمثل مكسبا كبيرا لمواطني دول مجلس التعاون لتحقيق ما تصبو إليه دول وشعوب المجلس. وأكد أن هذه الزيارة ونتائجها ستكون ذات مردود إيجابى في تعزيز ودفع مسيرة مجلس التعاون المباركة، كما أن تأثيرها سيسهم إسهاما كبيرا فى إزالة المعوقات التى تعترض المسيرة، خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين كان من المبادرين للدعوة فى إحدى قمم مجلس التعاون بشأن إزالة كل ما يعيق مسيرة العمل الخليجي المشترك والدور الحيوي لإيصال رسالة المجلس إلى العالم والتعريف بالقيم والمبادئ التى ترتكز عليها المنظومة الخليجية فى تعاملاتها وتفاعلاتها. ونوه العطية بسعي خادم الحرمين الشريفين المستمر لتكريس التضامن العربي والإسلامي ووحدة الصف العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين لم يأل جهدا فى العمل على استقرار المنطقة، وهو ما نلحظه من الزيارات التى قام بها العديد من المسؤولين من الأشقاء في العراق فى الآونة الأخيرة. وسبق ذلك مبادرة السلام العربية التى تبنتها القمة العربية فى بيروت، إضافة إلى الكثير من المنجزات، مؤكدا أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الرجال القلة الذين يتمتعون بالحكمة والشجاعة، وذلك نظرا لمبادراته ورؤاه الحكيمة فى إطار مسيرة العمل العربي المشترك وكذلك فى إطار منظومة العمل الخليجي. وثمن عاليا الدور الكبير والهام والحيوي والمميز للملك عبدالله، والذي يعد علامة فارقة فى إطار وحدة واستقرار وأمن دول مجلس التعاون والحفاظ على وحدة الموقف والقرار فى المجلس، مقرا أن هذا ينم عن رغبة دائمة تؤكد على انسجام الأهداف والمبادئ والغايات السامية لرؤية وفكر خادم الحرمين الشريفين وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس والتي أكدها أيضا النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي. وأشار العطية إلى أن حوار الحضارات الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين وكان له تأثيره المباشر فى الإطار العالمي، بدءا من مدريد إلى نيويورك، ومن ثم فى الإطار التنفيذي الذي باشرناه فى الأمانة العامة لمجلس التعاون والمعنيين من الدول لإبراز هذا الدور، وكان السبب في ذلك هو حكمة ومبادرات خادم الحرمين الشريفين التي شكلت فى إطار المسيرة أولوية من أولويات إبراز الدور الخليجي، ناهيك عن القضايا المصيرية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في العراق والسودان وفي كل بقعة من بقاع الأمة العربية، فضلا عن العلاقات والتضامن الإسلامي وكل ما من شأنه تحقيق الوحدة والاستقرار في العالمين العربى والإسلامي.