رغم أن حي بني مالك واحد من أعرق أحياء وسط جدة، إلا أن العشوائية عنوان صريح له، وهو ما حدا برئيس بلدية العزيزية محمد عجاج إلى المطالبة بخطة تطويرية شاملة للحي وتكثيف الجهود لنزح المخالفين المتراكمين، يقول «الحي أصبح ملاذاً للفارين والهاربين من مختلف الجنسيات». ويشير إلى أن هناك موطنين يتواطؤون مع هذه العمالة ويساعدونهم في فتح المحلات التجارية بعد إقفالها بسبب المخالفات الصريحة التي يرصدها مراقبو الأمانة، معتبراً أن الوعي بالظاهرة ومدى خطورتها يحتاج إلى مزيد من التكثيف، «لأن المخالفات كما هي ولم يتغير في الأمر شيء يذكر». عمدة الحي عوض المالكي يعترف بوجود مخالفات صريحة في الحي وأنشطة إجرامية ومنازل للدعارة وترويج المخدرات والمسكرات، ويؤكد أنه رفع بلاغات رسمية سرية إلى إدارة مكافحة المخدرات وإدارة المباحث الجنائية وشرطة جدة حول عدد من المخالفات، وطالب فيها بتكثيف الدوريات الأمنية في الفترات المسائية وخصوصاً داخل الشوارع الداخلية. والعمدة الذي يمثل رجل الحي وحلقة الوصل بينه وبين الناس والمسؤولين، يؤكد على وجود عدد من أرباب السوابق من مختلف الجاليات وخصوصاً من الجنسية التشادية، واصفاً إياها بأنها الأكثر خطراً بين الجاليات الأخرى، ويشير إلى وجود تجمعات مسائية تبدأ من بعد منتصف الليل داخل المساكن الشعبية وفي الحدائق العامة وخصوصاً الحديقة الواقعة جنوب مكتبه، ويجري خلالها عمليات ترويج مخدرات ومسكرات. ويعيش سكان الحي مواجهة يومية مع مشاكل الحي في ظل وجود ذلك الكم الهائل من العمالة المخالفة وأرباب الجريمة، ويضاف إلى ذلك الأسواق العشوائية والسيارات الخربة ومخلفات قطع الغيار التي تملأ شوارع الحي، خلافا لغياب أعمال النظافة والرقابة بأنواعها. ويقول حمود الصاعدي، من سكان بني مالك، «من أراد مشاهدة العشوائية بمعناها اللفظي والمعنوي فما عليه سوى زيارة الحي ليشاهد قبل الدلالة اللفظية لمعنى العشوائية في أحياء المقيمين المجاورين وداخل شوارعهم والأزقة خصوصاً في فترات الليل التي يكثر فيها ترويج المخدرات والمسكرات والسرقات». ورصدت عدسة «عكاظ» مركبات عائدة ملكيتها إلى مكاتب تأجير السيارات المجاورة للحي مكومة داخل الحي وفي الشوارع الضيقة، أغلقت بعض الشوارع، إلى جانب استغلال الأراضي الفضاء كمراكز لصيانة السيارات، و هناك مخالفون يقطنون منازل شعبية شبه متهالكة يعملون ضمن ما هو متوفر لكسب لقمة العيش، ورصدت كذلك مستودعا ممولا لأحد المطاعم الشهيرة على كورنيش محافظة جدة اختلطت النظافة العامة فيه بالقوارض نتيجة البيئة المحيطة داخل المطعم حيث القاذورات والأوساخ المنتشرة في جميع أنحاء المستودع.