رفض أولياء أمور طلاب مدرسة السعودية الابتدائية في محافظة بلجرشي الذين يصل عددهم إلى 300 طالب، اقتراح محافظ بلجرشي الدكتور محمد جمعان دادا ومدير عام تعليم الباحة سعيد مخايش، بإنشاء مبنى جديد لمتوسطة غامد في جزء كبير من أرض المدرسة الابتدائية؛ الأمر الذي يحرم الطلاب من الملاعب الرياضية والمصلى ومرافق الأنشطة الأخرى، ويضيق عليهم الخناق في مساحة ضئيلة تشعرهم بالكبت، كما يشير لذلك أولياء الأمور. وكان المحافظ يرافقه مدير التعليم، وقفا على إشكالية تأخر إنشاء مبنى لمتوسطة غامد قبل أكثر من شهرين وتوصلا في نهاية الأمر بعد قيامهما بجولة على الموقع، إلى اختزال جزء من أرض المدرسة الابتدائية لصالح المتوسطة، مما أثار حفيظة أولياء الأمور منهم علي بردان وعمر الفقيه وهيف الصافي وسعيد غرم الله الجعولي وغيرهم، الذين قالوا ل «عكاظ» إن إدارة التعليم تريد أن تحول المدرستين إلى مكان مكتظ وغير مهيأ لتلقي التعليم في أجواء هادئة، ما يؤثر على نفسيات الطلاب وانعكاسه على تحصيلهم العلمي. ورأى أولياء أمور الطلاب أن مدرسة السعودية الابتدائية التي أنشئت عام 1363ه، ومتوسطة غامد المنشأة عام 1385ه ،لا بد أن يطالهما الفصل في مبنيين مستقلين؛ فالابتدائية تعاني منافسة المتوسطة في مبانيها كليا أو جزئيا، حيث سبق أن أخرجت من مبناها المؤجر واستئجر لها مبنى آخر، وحين إنشئ أول مبنى حكومي خاص بها، لاحقتها المتوسطة واحتلت دورا كاملا، إضافة لنصف ملاعبها التي جيرت للمتوسطة وأجبر مديرها على بناء غرف من الحديد لمكتبه ومكتب الوكيل ومكاتب أخرى للمعلمين وبقية الأنشطة، والآن يختزل أكثر من ثلثي مساحتها لبناء منشأة للمتوسطة. وأبان أولياء الأمور أنهم أوجدوا لإدارة التعليم أكثر من موقع، استعد أصحابها بموافقتهم على نزع ملكيتها لصالح المشروع؛ واحد أمام المدرسة الابتدائية والآخر أمام بوابة المتوسطة، تفي مساحتها لإنشاء المشروع بكامل مرافقه، غير أن إدارة التعليم -كما يشيرون- لم تتجاوب معهم في إرسال مهندسين لمعاينة الموقعين، وأشاروا إلى أن موقع المدرسة الابتدائية في مجرى سيل سبق أن داهمتها السيول وأغرقت الكثير من محتوياتها، كما أن بئرا تقع في الفناء الداخلي تشكل خطورة بالغة على الطلاب في حال انهيار جوانبها المبنية من الحجارة وأن احتمالية انهيار البئر قد تحدث في أية لحظة مع كثافة عدد الطلاب ومرورهم من فوقها مباشرة. وطالب أولئك إدارة تعليم الباحة بضرورة العمل على إزالة المدرسة الابتدائية وترحيلها في الجزء المخصص لها أصلا بعيدا عن مجرى السيل وخطورة البئر، لا أن تختزل ثلثا مساحتها وتزاحمها بمدرسة أخرى مع توفر الموقع البديل الذي يفي بالحاجة والغرض ويوفر بيئة مدرسية نموذجية لكلا المدرستين. من جانبه، أكد مدير المدرسة الابتدائية عبد الله سعد بن زينة تعليقا على آراء أولياء الأمور أن حلول إدارة تعليم الباحة غير مجدية، مشيرا إلى أن المدرسة تكاد تضيق ذرعا بطلابها فكيف الحال إذا اختزل جزء كبير من مساحتها لصالح مدرسة أخرى، معتبرا وجود البئر داخل الفناء كارثة لا بد من إيجاد الحلول السريعة لتفادي خطورتها. وحصلت «عكاظ» على صورة خطاب وجهه طلاب المدرسة الابتدائية لمديرهم بأسمائهم وتواقيعهم، أشاروا فيه إلى اعتراضهم على أخذ مصلاهم وملاعبهم وفناء المدرسة، وقالوا: من حقنا التمتع بمرافق مدرستنا، وكيف تكون هناك مدرسة دون ملاعب؟ بل ونطالب بزيادة الملاعب وصالة رياضية. فيما أوضح مدير عام إدارة التربية والتعليم في الباحة سعيد مخايش، أن المواقع التي أوجدها الأهالي تواجه بعض الإشكاليات، لافتا إلى أن صخورا كبيرة توجد في موقع الأرض التي أمام الابتدائية وتحتاج لمبالغ ضخمة لتفتيتها وإزالتها، وبين أن الموقع الآخر يشترك فيه أكثر من شخص بعضهم لا يرغب التنازل عن حصته. وفوض مدير عام تعليم الباحة ل«عكاظ» على إيجاد أرض خالية من الشوائب، وقال «إذا أوجدتم لنا الأرض فسنرفع عنها للوزارة لشرائها، أو أننا سننفذ المشروع في موقعه لا سيما أنه أجريت مقايسة لمعالجة جميع الإشكاليات المشار إليها بما في ذلك البئر». وأكد مخايش أنه سيتم توفير ملاعب رياضية وصالة مغلقة لكل مدرسة كون المشروع راعى ذلك في تصميمه والمساحة كافية وتفي بالغرض.