• مر الموسم الرياضي بكل ما فيه، تارة يسخن لحد الانفجار وتارة يستكين، كما تستكين أشعة الشمس أطراف النهار، فرغم اختلاط المسابقات (ونحن مجتمع لا نحب الاختلاط) إلا أننا شاهدنا مباريات جميلة سادتها المتعة واكتساها الإمتاع ومباريات لم نجلب منها إلا مزيدا من الاحتقان. • موسم حمل الجديد واللا جديد، إلا أنه شارف على الانتهاء بعد أن كتبت فيه معادلة الأقوياء بالمقلوب لتدور الأنظمة حول نفسها دون أن تجد خط عمودي يوصلها إلى بر الأمان، فنادٍ يسقط من أعلى الهرم وآخر يحرق أعصاب محبيه بلا هوادة، وبين هذا وذاك نادٍ يسري مبكرا بألقاب الموسم دون سابق إنذار ويترك للآخرين مهمة البحث عن نفسها بعدما ظلوا الطريق. • فلا جديد أن يكون الهلال بطل الدوري، وهو يضم بين عناصره لاعبين صرفت عليهم ميزانيات لا مثيل لها ولا بديل وخصصت لهم مكافآت سالت لها اللعاب فالتهم الزعيم البطولات؛ دوري، كأس، لا يهم طالما هناك من يعرف كيف يصعد للمجد من كل الطرقات. • فلا جديد من عودة الرائد لدرجة الأولى، فكل موسم يصعد لمنازلة الكبار يشتاق سريعا لمنافسة الجار، فربما يجد رائد التحدي تحديا حقيقيا وهو يحقق أنصار الذات أمام أقرانه من أهل الدار. • فلا جديد أن تعيد صحافة الأهلي ما كتبته بالأمس، فاللاعبون بلا روح، والمدرب كتاب مفتوح والجمهور عاشق ومحروم، والخطأ نفسه يتكرر في كل عام والسقوط يتواصل على الدوام، هنا كاتب يتهم حكما، وهناك ناقد لا يعرف أين الخلل، وفي نهاية الموسم تتجدد الوعود وتؤكد بأن أهلي زمان سيعود؟ وليبقى تاريخ الأهلي في المستقبل محاطا بغموض ما بعده غموض، فماذا صحافة الأهلي فاعلة؟ • فلا جديد من عودة الاتحاد لصراع على البطولات، وهو الذي يملك كافة الإمكانيات التى تؤهله لتحقيق ماهو أبعد من ذلك، عودة الاتحاد ليست لغزا محيرا لجمهوره، إنما هي ثمرة الالتفاف من قبل الإدارة على الفريق، لا سيما بعدما هدأت العاصفة وعرفت الحقيقة وذهب محبوه يدعمون ويساندون فريقهم من أجل الوقوف في المقدمة. • أما أبرز ما حمله الموسم من جديد؛ هو حضور الأمير فيصل بن تركي في الموعد، ساهم في إعادة صياغة العالمي، فقد شاهدنا فريقا مختلفا عن السنوات الماضية، فريقا يستمد من روح رئيسهم روحا، ومن طموح جماهيرهم إصرارا؛ فالعودة المنتظرة لهذا النادي الذي عودنا على تقديم النجوم الكبار أقرأها كثيرا في عيون الأمير فيصل بن تركي، فهل يتحقق ذلك؟ • وجود شخصية حماسية في الجهاز الإداري لنادي الأهلي بحجم الأمير فهد بن خالد الذي تجده يغلي من مباراة إلى أخرى من أجل الأهلي تنصب في مصلحة الأهلي، وأعتقد بأن لو وزعت تلك الروح العالية بين أنصار فريق لاختلفت المسألة، فالروح هي ما افتقدها الأهلي في الفترة الماضية وهي التى ساعدت الاتحاد لكسب العديد من البطولات وهي التى سوف تعيد النصر لدوامة المنافسة، فوجود شخصية بمواصفات الأمير فهد بن خالد من الأساسيات التى يبحث عنها الأهلي لكي يعود.. فيجب ألا يرحل.