بدا واضحا الانتشار الفني للفنان ماجد المهندس بعد تكليفه بتلحين أوبريت الجنادرية الافتتاحي «وحدة وطن» من أشعار ساري، ومشاركة المهندس في الأداء مع محمد عبده، وراشد الماجد، وعبد المجيد عبدالله، وعباس إبراهيم، حيث يتواجد المهندس في كل محفل، وفي مختلف البرامج المنوعة في الفضائيات. وعن أحدث هذه الأنشطة أفاد المهندس «عكاظ»: «صورت أخيرا حلقة مميزة من «آخر من يعلم» مع الفنانة أروى ستبث قريبا، وأصور بعد غد والزميل حسين الجسمي حلقة من برنامج (تاراتاتا) للمرة الثانية، بعد حلقتي مع محمد عبده، وربما تكون معنا المطربة المغربية الشابة جنات. وسأتجه إلى دبي الأسبوع المقبل لتصوير جلسات (وناسة) لصالح قناة وناسة، بشكل رباعي مع الزملاء محمد عبده الذي سعدت بعملي المشترك معه في (اذكريني)، وفي أوبريت الجنادرية (وحدة وطن) للشاعر السعودي ساري، كذلك تجمعني هذه الجلسات الفنية مع راشد الماجد، ورابح صقر، وعبد المجيد عبد الله». من جهة اخرى خرج أوبريت «وحدة وطن» من بوابة الجنادرية 25 إلى الساحة الفنية المحلية والعربية، عبر طرحه في ألبوم وطني خاص بمناسبة اليوبيل الفضي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية). العمل الذي توزعه «روتانا»، يطرح الأوبريت الغنائي (وحدة وطن)، ولوحاته العشر الراصدة لأبرز المحطات في تاريخ المملكة، وأبدع في صياغة كلماته الشاعر ساري، ولحنه الفنان ماجد المهندس وناصر الصالح. أما الأداء الغنائي فكان لكل من: محمد عبده، عبد المجيد عبد الله، ماجد المهندس، راشد الماجد، وعباس إبراهيم، والصوتين النسائيين فدوى المالكي ويارا، إضافة إلى الطفل خالد الجيلاني. الأوبريت بمثابة إعلان لقيم العصر التي يريد أن يغرسها الملك عبد الله في ضمير كل مواطن، وللبرنامج السياسي الطموح الذي يعمل على تحقيقه، وليعلن للجميع رجالا ونساء وأطفالا أن كل واحد منهم له مكان دافئ وفسيح في سويداء قلبه. إنها رسالة حب للمواطن ورسالة عشق للوطن، وما لرسائل الحب والعشق من وسيلة توصيل إلا الشعر، شعر كلماته تحمل التباشير، وتجلو صدأ النفوس التي طال انتظارها وترقبها لغد أفضل، وتنهض بالروح لتحلق بها في سماء الأمل الواعد واللقاء المرتقب. الإيحاءات التي تنفثها كلمات الأوبريت في ذهن المستمع، تشرع أمامه أبواب التفاؤل وتطرد عنه وحشة اليأس، فنحن أمام لوحات أبدعتها ريشة فنان تشرب الموهبة فصارت تسري في دمه.. لوحات فنية فاضت من قريحة رجل عركته الحياة وضرسته التجارب، وتحمل مسؤوليات تنأى بها صم الجبال. إنها كلمات الشاعر (ساري) الذي يتأبط الشعر، وينتعل القوافي وترتسم الصور الشعرية في محياه، حين تصافحه فأنت تصافح الشعر وقد تجسد أمامك لحما ودما. ويمثل هذا الأوبريت نقلة نوعية بالنسبة للفنان ماجد المهندس، الذي أبدع بتلحين أكثر من لوحة منفردا، ليؤكد عبر هذه التجربة أنه ملحن من طراز مختلف، إلى جانب امتلاكه لذلك الإحساس المرهف الذي ميز أغانيه.