حث أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون إسرائيل مجددا على تجميد سياستها الاستيطانية التي تعرقل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، ودعا إلى إبداء المزيد من «الإرادة السياسية» في مكافحة التغير المناخي، وذلك في مقابلة صحافية في فيينا أمس. فبشأن الوضع في الشرق الأوسط جدد بان الذي يشارك في اللجنة الرباعية إلى جانب الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة نداءه العاجل إلى إسرائيل، كي تجمد مشاريع البناء الجديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعيق استئناف مفاوضات السلام. وقال بان في ختام زيارة من ثلاثة أيام إلى العاصمة النمساوية «أنا آسف لأن الوضع الميداني لا يسمح بالبدء سريعا في المفاوضات» من أجل حل سلمي، علما أنه زار المنطقة في الشهر الفائت حيث التقى قادة دول عربية. وأشار إلى أنه على الإسرائيليين «توفير مناخ مؤات» لإعادة الطرف العربي إلى طاولة المفاوضات مضيفا «عليهم تجميد مشاريع البناء الجديدة، وترك مسألة وضع القدس حتى نهاية المفاوضات وتجنب التسبب بظروف سلبية». وأوضح أنه في الاجتماع الأخير للرباعية «اتفقنا على مراقبة الوضع بدقة ومواصلة تشجيع الطرفين، الاسرائيليين والفلسطينيين، على البدء بمحادثات مباشرة في اسرع وقت ممكن». واقر بان بعدم تحديد موعد لاجتماع الرباعية المقبل، وأضاف «إن دعت الحاجة، يمكننا اللقاء في المنطقة». وردا على سؤال حول الملف النووي الإيراني وجه الأمين العام دعوة جديدة إلى طهران «لاحترام كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي ارفق ثلاثة منها بعقوبات». وقال «على السلطات الإيرانية الإثبات أن برنامجها النووي لا هدف له إلا مدنيا بحتا، الأمر الذي لم تفعله حتى الساعة». أما على صعيد المناخ، فما زال الاتفاق الملزم يبدو بعيد المنال في أعقاب فشل القمة العالمية حول تغير المناخ في ديسمبر التي استضافتها كوبنهاغن وعجزت عن التوصل إلى اتفاق حول آليات الحد من انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن الاحتباس الحراري. وقال بان «بالنسبة الى أن الاحتباس الحراري أولوية قصوى، لكن التوصل إلى اتفاق ملزم رهن بالإرادة السياسية للدول الأعضاء». وردا على الحجج التي بدرت من بعض الدول التي لامت الأزمة الاقتصادية على الاحجام عن الاستثمار في مكافحة التغير المناخي قال بان «حتى مع موارد محدودة، إذا قررت الدول منح هذا العمل أولوية، فيمكن (على الأقل) استثمار الموارد المحدودة نفسها». وأضاف أنها «استثمار ذكي قد يولد اقتصاديات (خضراء) ونمو (أخضر) عبر إنشاء المزيد من الوظائف» التي تحترم البيئة. وشدد على أن «الوقت حان للعمل». ومن المقرر عقد قمة حول المناخ في كانكون (المكسيك) في ديسمبر. ويجتمع مندوبو الدول ال175 السبت في بون (ألمانيا) لمحاولة التوصل إلى تسوية حول وسائل إبقاء ارتفاع الحرارة الشامل أقل من درجتين مئويتين. وستسعى الدول الموقعة على اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ إلى إبرام اتفاق يتبع بروتوكول كيوتو وهو الاتفاق الدولي الوحيد الملزم لمكافحة الاحتباس الحراري وتنتهي مدته عام 2012.