ليس ثمة مقطع فيديو أكثر كوميدية من مشهد اللاعب البحريني المعتزل حمود سلطان وهو يتحدث بغضب في قناة الكأس القطرية عن الشتائم التي تلقاها على شبكة الإنترنت وعلى جواله الشخصي من قبل مشجعي نادي النصر السعودي بعد موقف سلطان المؤيد لنادي الوصل، المشهد الوحيد الذي ينافسه هو المشهد الذي يليه مباشرة من اللاعب الكويتي المعتزل وهو يستعرض التهديدات التي أرسلت على جواله للسبب ذاته. كان الانفعال الشديد مضحكا لأنهما حاولا تضخيم رسائل مشجعين صغار السن ومنحها بعدا أكبر من حجمها الحقيقي، ولكن ربما لم يكن اللاعبان المعتزلان معتادين على هذا العنف اللفظي العجيب الذي يخص به بعض المشاهدين والقراء الإعلاميين الذين يختلفون معهم بالرأي، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل مثل هذه الشتائم الإلكترونية القاسية هي عادة خاصة بالسعوديين؟!. أظن أن الجماهير المتعصبة والمتوترة موجودة في كل مكان، ولكن الإعلاميين في السعودية يستمتعون كل صباح برسائل من أشخاص مجهولين يشتمون عائلاتهم ويتهمونهم بأبشع الاتهامات في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يتجاهلوا رأي هذا الإعلامي الذي لا يعجبهم أو التحاور معه بطريقة أكثر تهذيبا. الأمر لا يتعلق بكرة القدم فقط، فكل رأي يمكن أن ينتج عنه سباب مريض لأبيك وأمك وجميع أفراد عشيرتك، ولعل أغرب ردود الفعل تلك الآراء المتعلقة ببعض المسائل الدينية حيث يبدع البعض في الدعاء عليك بينما ينطلق آخرون في استعراض كمية هائلة من الشتائم ذات الجنسية والعنصرية لتدرك حينها أن هذا الشخص الذي يدعي الدفاع عن الدين هو مجرد (داشر) محترف!. ثمة الكثير من الناس لا يقدرون على كتم غيضهم من الآراء التي تخالفهم، لا يستطيعون أبدا تجاهل هذا الشخص الذي لا تعجبهم أفكاره، لذلك يحاولون الإساءة إليه بهذه الرسائل البائسة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل هي في كثير من الأحيان تدفع الإعلامي للشعور بالرضا بعد أن تسببت أفكاره بأحداث ردة فعل هائلة. أثناء جلسات الحوار الوطني سألني أحد الأصدقاء حول جدوى هذه الحوارات فقلت له إننا قوم نحتاج إلى تدريبات مكثفة للاقتناع بأن الاختلاف في الرأي هو سنة الحياة، فالنقاشات في الشؤون العامة لا تمنع الشخص العاقل من تناول العشاء مع الشخص الذي يختلف معه فليس بينهما ثأر شخصي، ولعل أكبر دليل على المشكلة التي يواجهها أي حوار عندنا هو هذه الرسائل البذيئة التي قد لا تعبر عن الشخصيات الحقيقية لأصحابها بقدر ماهو عادة سيئة تتخفى تحت اسم مستعار!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة