إن ما لفت انتباهي في أحداث الشغب التي رافقت مباراة النصر في الإمارات هو أنني لاحظت شيئا غريباً، ولعلكم لاحظتم معي، فخلال ثوان دخل عشرون نفرا بقفز مهاري غير طبيعي، فكيف اتفق عشرون شخصا بهذه السرعة، الأمر الذي أدخل في نفسي الشك، بأن هؤلاء الذين قاموا بهذا التصرف والقفز والدخول بتلك السرعة وذلك الاتفاق الذي تعجبت من أن جميعهم يجيدون القفز على السياج، الأمر الذي جعلني أشك بأن هؤلاء من الجمهور، فإما أنهم أمن خاص بالفريق أو أمن خاص بالمدرجات، أو جهة أخرى مدربة على هذا التصرف، ولذلك أستغرب أن يحاول المسؤولون في الاتحاد الآسيوي اتخاذ تبريرات تكاد تكون غير معالجة لمثل هذه الأحداث مستقبلا، ومما دعا إلى هذا الاستغراب هو هذه السرعة وضرب جهاز رسمي لفريق ضيف، ولذلك أعتقد بأن هذا التقرير هو من أضعف قرار الفيفا الذي تعتبر هذا التداخل ومس جهاز رسمي في دورة رسمية بالشكل والطريقة والمضمون أمراً مرفوضا لدى الفيفا، وكلنا شاهدنا الأحداث التي وقعت في ملعب السودان بين فريقي مصر والجزائر، وكانت الأحداث والمشاغبات بين الجماهير خارج الملعب، وهذا لا يعطي للفيفا الحق في التدخل سوى أن ذلك يلفت النظر، ويكفي الفيفا بمثل هذه الحالات التنبيه إلى عدم التكرار، في حين أن ما حدث في الإمارات هو قيام تعد مفاجئ وسريع ومدرب على جهاز فني ضيف، والحقيقة أن ما شاهدته يفيد بأن هناك اتفاقا بين محترفين يكيلون الضرب والرفس بلا رحمة على هذا الرجل، ولو تم نقل الحقيقة في التقرير الذي أعد على هذه الأحداث لكان قرار الفيفا مختلفاً تماماً ولكان قراراً يضع الأمور في مكانها الصحيح، ولكن تحويل الموضوع إلى أخصائي العلاج الطبيعي بأنه استفزهم، فهو أمر غريب ومضحك، فشخص واحد يقوم باستفزاز عشرين شخصاً في ثانية واحدة ولحظة واحدة، دخلوا من خلال السياج إلى الملعب، وهذا أمر محظور، وهنا تظهر هذه الثغرات في هذه الأحداث، لأن التقرير الذي كتب عن هذه المباراة كان غير صحيح وغير دقيق.