انتقد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط الذين يولعون بمظاهر البذخ بالمطاعم والمشارب والملابس والمراكب والأثاث وفي الموائد والأفراح وينفقون المال في غير موضعه ويحرمون المستحقين منه. ودعا الدكتور الخياط المسلمين إلى التأمل في صفات عباد الرحمن التي وصفهم بها الله سبحانه وتعالى ودوام الحرص على التحلي بها والتخلي عما يضادها لأن في ذلك الفلاح والفوز والنجاة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس بعد أن عدد صفات عباد الرحمن: «أما في إنفاقهم على أنفسهم وأهليهم فلقد سلكوا فيه أعدل السبل ونهجوا فيه أقوم الطرق فكان وسطا عدلا لا تبذير فيه ولا تقتير فلم يكونوا مبذرين شأن أولئك الذين يولعون بمظاهر البذخ بالمطاعم والمشارب والملابس والمراكب والأثاث وفي الموائد والأفراح، ولم يكونوا كذلك مقترين شأن أولئك الذين يقبضون أيديهم عن واجب النفقات ويشحون بالمعروف ويبخلون بما أتاهم الله من فضله، لأن من شأن الإسراف استنفاد المال في غير مواضعه فينقطع الإنفاق وتذبل زهرته، كما من شأن الإقتار إمساك المال فيحرم مستحقه». وأضاف «من صفات عباد الرحمن التخلي عن المفاسد والتجافي عن الشرور التي كانت ملازمة لقومهم من المشركين غالبة عليهم». وبين أن عباد الرحمن تنزهوا عن الشرك وعن الفساد في الأرض الذي يتجلى في استباحة الدماء المحرمة وقتل الأنفس المعصومة وعن العدوان على المجتمع بانتهاك الأعراض المتمثل في أقذر وأفحش صوره في جريمة الزنا فان من تلوث بأرجاس الشرك أو استباح قتل النفس التي حرم الله قتلها أو اقترف فاحشة الزنا فسوف يلقى جزاء إثمه وما اقترف من ذنب عذابا مهينا مضاعفا في نار جهنم يوم القيامة، إلا إن تقدمت منه توبة نصوح في الدنيا فأقلع عن ذنبه وندم على ما فرط منه وعقد العزم على ألا يعود إليه وأدى المظالم وأعاد الحقوق إلى أهلها وزكى نفسه بالصالحات فإن الله يقبل توبته ويعفو ويتجاوز عن عقابه بل ويتفضل بثوابه رحمة منه وجودا وإحسانا فتنقلب السيئات الماضية بنفس هذه التوبة النصوح حسنات لأنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أهل العلم قسموا الصفات التي وصف الله بها عباد الرحمن في ختام سورة الفرقان إلى أربعة أقسام: قسم منها هو من التحلي بالكمالات الدينية، وقسم من التخلي عن ضلالات أهل الشرك، وقسم من الاستقامة على شرائع الإسلام، وقسم من طلب الزيادة في صلاح الحال في هذه الحياة. وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي إن خير ما وعظت به القلوب وقومت به الأخلاق وهذبت به النفوس آيات من كتاب الله تعالى وأحاديث من كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم. وقال في خطبة الجمعة أمس: «إن العدل هو الحق والقسط والاستقامة على الصراط المستقيم، والعدل يكون بين العبد وربه وأوجب العدل المأمور به وأعظمه عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له بتخصيص الرب سبحانه بالدعاء وحده والاستغاثة والاستعانة والذبح والنذر والاستعاذة والتوكل وغير ذلك من أنواع العبادة». وبين الشيخ الحذيفي أن العدل المأمور به أيضاً توحيد الله عز وجل بأفعاله باعتقاد أنه المدبر لخلقه المتصرف في ملكه المعز المذل المحيي المميت الخالق الرازق، بيده الخير كله لا يأتي بالحسنات إلا الله ولا يدفع السيئات إلا الله وهو على كل شيء قدير لا شريك له في خلقه ولا شريك له في تدبيره وأفعاله، فمن اعتقد أن ملكاً أو نبياً أو ولياً أو مخلوقاً من أي المخلوقات فوض الله إليه التدبير والتصريف والأمور في ملكه وخلقه فقد كفر برب العالمين. ولفت إمام المسجد النبوي إلى أن من بني آدم ملاحدة لا يؤمنون بدين ولا يحرمون حراماً ولا يحلون حلالا، والشياطين تفرح بكل طريق يبعد الإنسان عن الحق ودخول الجنة وتقوده إلى طريق باطل يدخل به النار ولا ينجو من النار إلا الحنيف المسلم. وقال: «إن من العدل ما يكون بين الولاة ورعيتهم، وما يكون بين الوالد وولده، وما يكون بين الرجل ونسائه، ومن العدل ما يكون بكلمة الحق، ومن العدل ما يكون بين الناس في التعامل»، وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت من الناس الذي يحب أن يؤتى إليه به). وأضاف الشيخ الحذيفي «إن كل ما نهى الله عنه هو ضد العدل والإحسان، والفحشاء كل معصية قبحت وعظمت في العقل وفي الفطرة وحرمت في الشرع كالزنا واللواط والقتل وعقوق الوالدين وكل معصية ظاهرة وباطنة، كالكبر والحسد والحقد، والمنكر كل ما حرمه الله في الشرع، والبغي هو العدوان والظلم والاستطالة على الخلق تكبراً واحتقاراً لحقهم».