ضاقت بي الدنيا، وأحتاج لرأي يدلني، فأنا فتاة عمري 23 عاما ولدي أخت أكبر مني عمرها 28عاما، ستتزوج قريبا، والمشكلة كلما تخيلت نفسي بعد أختي تضيق نفسي كثيرا، وأنا لا أحب الزواج ولا الابتعاد عن أهلي، فأنا لا أريد أن أتزوج، وأتساءل لم تتهافت الفتيات على الزواج؟ وبمجرد زواج أختي سأصبح في الواجهة، وصرت أدعو لأختي أن لا تتزوج لكي تبقى أمامي، ثم أقول: ما ذنبها، ثم أدعو على نفسي فهل هذا شعور طبيعي؟ ساعدني أرجوك. و.ه -جدة هذا الشعور غير طبيعي إطلاقا، فهو ينم عن خوف من الزواج ومسؤولياته، وأسباب هذا الرفض للزواج متعددة، ورسالتك لم توضح شيئا من هذه الأسباب، ومن ترفض من الفتيات الزواج كما تفعلين أنت الآن إما أن تكون قد تعرضت لأذى من رجل سواء كان قريبا أو بعيدا، وإما أن تكون قد رسمت في ذهنها صورة سيئة للرجل، وغالبا ما يرسمها الأب القاسي، الفظ ، الظالم، وإما أن تكون قد تكونت في نفسها صورة سيئة للعلاقة بين الزوج والزوجة، وقد يكون سبب رسم هذه الصورة كثرة القصص التي سمعتها الفتاة من غيرها عن ليلة الدخلة، والمبالغات التي يرسمها البعض ويصورها وكأنها عملية جراحية بدون مخدر، وقد يكون السبب التعلق المرضي بالأهل وفقدان الأمن بمجرد الابتعاد عنهم، ولهذا أسبابه الكثيرة، ولكنها بمجملها تدور حول عدم حدوث الفطام النفسي للفتاة عن أهلها، وأحيانا عدم فطامهم عنها أيضا، وقد يكون سببا أو أكثر مما ذكر وراء خوفك الشديد من زواج أختك لأنها تمثل الجدار الذي تختبئين وراءه في الوقت الحاضر، حل مشكلتك يتطلب زيارة لاستشاري نفسي تتحدثين إليه بكل صراحة ووضوح عن حياتك الماضية، وسيساعدك كثيرا على الاستبصار بهذه المشكلة ووضع يدك على الأسباب الحقيقية سواء كنت واعية بها أو غير واعية، وصدقيني أن المسألة أبسط بكثير مما تتخيلين، ومن جهة أخرى حين يتقدم لخطبتك شخص ناضج سيساهم هو الآخر في تخفيف هذا الخوف، ولكن حتى يحين الوقت لابد لك من زيارة الاستشاري النفسي، مع التأكيد أنك لست بحاجة لأدوية لإزالة مثل هذا الخوف، كل ما تحتاجينه أن تتكلمي مع الشخص المتخصص المناسب.