في الوقت الذي طالب فيه كثيرون بوجود برامج إفتائية تتخذ الفقه المقارن منهجا، اعتمادا على المذاهب الأربعة تسييرا على الناس، برز برنامج جسور على قناة اقرأ أنموذجا لمثل هذه البرامج. من جانبه، أوضح معد ومقدم البرنامج الدكتور محمد بشير حداد، أن برنامجه إفتائي يحاول تعزيز فقه المذاهب الأربعة بصور تبين سماحة الشريعة والتي تميز بها الإسلام منذ بزوغه بتعدد اجتهادات الصحابة في مدارسهم الفقهية، التي انبثقت منها المذاهب الأربعة. وشدد الحداد على أننا نمتلك ثروة فقهية متميزة تعكس سعة الشريعة ومرونتها المستوعبة للزمان والمكان والأحوال والأشخاص، من خلال تراكمها عبر المذاهب الفقهية الأربعة الأكثر انتشارا. وعلل الحداد اتجاهه بتقديم هذا البرنامج بقوله: «حتى لا تتحرج الجماهير في بلدها وتزدري علماءها وفقهاءها، ولمنع الاضطراب من الاجتهادات الشاذة كان لابد من برنامج فضائي يعرف الجماهير والمشاهدين على الأحكام قدر الإمكان، وفق المذاهب الأربعة التي نشأوا عليها وإذاعة ثقافة احترام المذاهب الفقهية المعتبرة ومنع التهم والانتقاص منطلقين من مقولة إن الإسلام واحد في أصوله ومحكماته، متنوعا في تطبيقاته الاجتهادية منذ العهد الأول». ولفت الحداد إلى أن من أهداف البرنامج إظهار عظم الثروة الفقهية للأمة الناتج من عظم الشريعة وعبقرية العلماء المجتهدين ومن جاء بعدهم من أئمة المذاهب المعتبرين الكبار وتعدد الثقافات والمؤثرات المحلية والزمانية والمكانية لتحفيز فطائن الأمة ونبهائها على الاغتراف من تلك الثروة الفقهية للإفادة منها. وأفاد الحداد أن البرنامج يلبي احتياجات مسلمي أوروبا وتعزيز ثقافة الاحترام المذهبي بينهم، منعا للفتنة من خلال استضافة مفتين على معرفة بمجتمع الغرب وواقع مسلمي أوروبا. ولم يستبعد الحداد المذاهب الأخرى بخلاف الرئيسية في فتاوى برامجه حيث قال «نستأنس بها لتلبية احتياج الناس وتحقيق مقاصد الشرع في القضايا المستجدة مع الالتزام بمقررات الاجتهاد الجماعي المتمثل في المجامع الفقهية». وحول صفات من يتصدون للفتوى في البرنامج، أوضح الحداد أن هناك معايير لاختيار الشخصية، ومنها عدم تعجله بالفتوى وامتلاكه للشجاعة المعنوية التي تؤهله لتأجيل الفتوى لحلقة قادمة إن وجد ما يتطلب ذلك، مفيدا أن الضيوف يجب أن يكونوا منوعين من فقهاء متمكنين من الفقه المقارن واسعي الأفق يملكون كاريزما في الحضور مع البساطة والوضوح في الإجابة مع الحرص على وحدة الصف الإسلامي والحد من التعصب المذهبي والاضطراب التلفيقي والشذوذ في الآراء.