في الوقت الذي تطالب المؤسسات الاجتماعية والخيرية بتيسير الزواج، فإن أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور علي بادحدح يدعو إلى ما أسماه «تعسير الطلاق»، للحد من ارتفاع الظاهرة، مشيرا إلى الإحصائيات السنوية التي تشير إلى أن نسبة الزواج ينهار منها الثلث، موضحا أن المشكلة في كيفية المحافظة على أكبر عدد من الداخلين القفص الذهبي. وأكد بادحدح أن المغالاة في المهر لم تعد تعكر مزاج غالبية الأسر، ويستطيع أي شاب راشد بتمتع بشرط الجدية أن يلج القفص دون كثير من الصعوبات الثقيلة، لكن تبقى المشكلة الكبرى «ما بعد شهر العسل»، حينما يكتشف العروسان الجانب الآخر من الحياة، وعندما لا يكونان مؤهلين للتعامل مع صعوبات الحياة الأسرية، عندها يرى العروسان أن القفص الذهبي لم يعد عسلا حلوا يبقي صاحبه فيه من أجل حلاوته، بل صار سجنا يلتمس قاطنه الخروج بل الفرار منه، وحينها يتحول الزوجان من نسبة ال 25 في المائة زواج إلى نسبة ال 33 في المائة طلاق. وطالب بادحدح بإجراءات استباقية ولاحقة بإلزام المقبلين على الزواج دخول دورات تأهيلية مكثفة، للتزود بمعارف الحياة الزوجية، من ثقافة شرعية وواقعية، وتدريبهم حول كيفية تكوين الأسرة والمحافظة على استقرارها، مع عدم اقتصار إقامة هذه الدورات على الجهات الخيرية فقط، بل أن تكون هناك مراكز ومعاهد متخصصة لإقامتها، إضافة إلى تواجد منهج دراسي يبدأ تفعيله مع الطالبة أو الطالب في المرحلة الثانوية، إلى جانب إجراء مسوحات شاملة من خلال المحاكم لمعرفة أسباب الطلاق والفشل، ومن ثم إخضاعها للمعالجة، والتركيز عليها من خلال الدورات التأهيلية. كما اقترح فتح المزيد من مكاتب الصلح، وتوسيع صلاحياتها، وتطوير أعمالها، إلى جانب استحداث وظائف حكومية بمسمى أعضاء لجنة إصلاح، و دعمها بالكوادر المؤهلة، والآليات الحديثة، وإنشاء قناة تلفزيونية أسرية متكاملة الشروط، لحل المشكلات الزوجية والأسرية بطريقة مثلى، تضم بين كوادرها علماء الشريعة والاجتماع والنفس والصحة والتربية والتعليم، وكل ما يهم الأسرة. زنا المحارم ومن جانب آخر أوضح مدير مركز التمنية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي أن تعرض الفتيات للتحرش الجنسي وصل إلى واحدة من كل أربع، وواحدة من كل عشر يتعرضن للزنا، من خلال دراسة أجريت على 36 دولة، منها دول عربية. وأرجع الدكتور الحليبي ذلك، حسب ما أشارت الدراسات الاجتماعية، إلى عدم التفريق بين الأبناء الذكور والإناث في المضاجع، مما يؤدي إلى الإثارة التي يتولد عنها الزنا، وعفوية الفتيات في التعامل مع أقاربهن الرجال، ووجودهم في مكان واحد دون حجاب. وأشار إلى أن احتمالات الوقوع في الخطأ يكون كبيرا، عند إصابة أحد الطرفين باضطرابات نفسية، مثل: الاكتئاب، أو الهوس، أو الانفصام في الشخصية، مبينا أن تخوف المجتمع من التربية الجنسية وإهمالها جعل الأبناء يحصلون على الثقافة الجنسية من مصادر شتى بطرق غير سوية وغير موثوقة.