أم أحمد من جامعة أم القرى، تعيد ذكر قصة باتت تتكرر كثيرا في حياة بعض النساء هذه الأيام، وتستحق من مجلس الشورى أن يلقي لها بالا فيضعها ضمن جدول مواضيعه المرشحة للدراسة. أم أحمد مواطنة متزوجة من رجل مصري الجنسية، ولها منه خمسة أولاد. ثلاث بنات وابنان، وقد تقدمت منذ أربع سنوات بطلب الحصول على الجنسية السعودية لولديها، لكنها فوجئت أن النظام ينص على أن المولود خارج المملكة لا يحق له الحصول على الجنسية. رغم أن أولادها لا يعرفون مصر، لكن الظروف شاءت أن يولدوا فيها أثناء إقامة أمهم هناك للدراسة. والمشكلة التي تواجهها الآن هي أن ولدها الكبير الحامل للجنسية المصرية، طلب للتجنيد باعتباره مصريا يقيم في الخارج. وهي كما تقول ليس لها بعد الله سوى أولادها. كما أنه متى استجاب ولدها لطلب التجنيد وذهب إلى مصر لتأدية الخدمة العسكرية، فإن إقامته في المملكة ستنقطع مما سيضع أمامه عقبة أخرى في مسألة حصوله على الجنسية السعودية. وأم أحمد توجه نداء حارا إلى خادم الحرمين الشريفين، ملك الإنسانية في مملكة الإنسانية، أن يرحم بنات الوطن فيمنح أولادهن الجنسية في معاملة مماثلة لما يجده أولاد إخوانهن المتزوجين من أجنبيات. وما تقوله أم أحمد تردده معها كل أم مواطنة لها فلذات أكباد من زوج غير مواطن. فقضية عدم حصول أبناء المواطنة من زوج أجنبي على جنسية أمهم، هي قضية تحز في نفوس المواطنات وتسبب لهن قدرا عظيما من المشقة والأذى، وتضعهن وجها لوجه أمام صورة من التمييز ضدهن متى قارن أنفسهن بإخوانهن من الرجال المتزوجين من أجنبيات، حيث ينال أولادهم الجنسية السعودية تلقائيا دون طلب أو مشقة. إنها قضية في غاية الأهمية وتستحق أن تلقى من جهات الاختصاص شيئا من الاهتمام بها وإعادة الدراسة لها. فالمواطنات لهن من الحقوق على الوطن مثل ما للرجال، ومن حقهن عليه أن يعامل أولادهن كما يعامل أولاد إخوانهن. فمسألة اكتساب الطفل جنسية أمه، هي مسألة مدنية لا علاقة لها بالنسب، ولا تخالف الشرع في شيء، وإن أردنا الحق فإن أبناء المواطنة قد يكونون أكثر ولاء وانتماء للوطن من أولاد الأم الأجنبية، لما للأم من تأثير بالغ في تربية الأطفال وتكوين اتجاهاتهم وأفكارهم. وهناك حالات متكررة تقوم فيها الأمهات الأجنبيات باختطاف أولادهن والهرب بهم إلى بلادهن عندما يحدث خلاف بينهن وبين أزواجهن السعوديين، أما أولاد المواطنة فإنهم متى حصلوا على الجنسية لن يكونوا معرضين لمثل ذلك. إن معظم البلاد العربية غيرت أنظمة التجنيس فيها وصارت تعطي الأم المواطنة حق منح جنسيتها لأولادها من زوج أجنبي، وفي ذلك ما فيه من إرضاء للمواطنة ورفع الشعور بالغبن عنها، فيزيد في قلبها حب الوطن والولاء له، وهو ما ينسحب بطبيعة الحال منها إلى أولادها فنضمن آنذاك نشوء جيل مستقر وآمن يحب وطنه ويحرص على أمنه واستقراره. أما متى نشأ الأولاد في بيت تنقسم فيه الأسرة الواحدة إلى مواطن وأجنبي، فترى المرأة أولاد أخيها من زوجته الأجنبية، الذين يتحدثون لغة أمهم ويتثقفون بثقافة مجتمعها ويشعرون بانتمائهم إلى بلدها أكثر من انتمائهم إلى بلدهم، يقبلهم الوطن وينعمون بالانتماء إليه. بينما أولادها الذين يتحدثون لغة الوطن ويتثقفون بثقافته ويحملون في قلوبهم الحب له يرفضهم الوطن ويآبى منحهم شرف الانتماء إليه! متى حدث هذا، فإن الشعور بالتفرقة في المعاملة سيضفي على المشاعر سحابة من الحزن والألم والإحساس البالغ بالقهر. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة