نقلت «عكاظ» خبرا عن تعرض إمام مسجد لمحاولة اعتداء من مصل اتهمه بإطالة وقت صلاة العشاء!، إلا أن بعض رجال الشرطة الذين تصادف وجودهم في المسجد نفسه لأداء الصلاة، حالوا بين الإمام وبين المصلي الذي تبين لاحقا أنه يعاني من مرض نفسي، وأن المسألة انتهت بتنازل إمام المسجد عن حقه في إقامة دعوى قضائية!. وأقول: إذا كان ما حصل بين الإمام المشار إليه وبين المصلي، دافعه ما يعاني منه ذلك الرجل من علة نفسية حسب ما نشر، فإن رجالا أصحاء نفسيا -أو أنهم يحسبون أنفسهم كذلك، وأنا منهم- طالما تضايقوا من إطالة الوقت بين الأذان والإقامة، ولولا أنهم أصحاء وأسوياء لفعلوا ما فعله ذلك المصلي المعتل نفسيا!. وقد جرى حول مسألة تحديد الزمن بين الأذان والإقامة حوار ونقاش وخلاف طويل، انتهى بصدور تنظيم بتحديد ذلك الزمن حسب كل صلاة، وعلى سبيل المثال فإن الفارق الرسمي بين الأذان وبين الإقامة لصلاة العشاء هو 20 دقيقة، وهو زمن طويل نسبيا، ومع ذلك تجد بعض الأئمة يحلو لهم أن يزيدوا خمس أو عشر دقائق على ذلك الزمن، مع أن تحديد الفارق هو مجرد إجراء تنظيمي منعا للخلاف ولتمكين المصلين من التجمع وأداء السنة وليس أمرا «توقيفيا»، ومع ذلك التزم به معظم الأئمة وكأنه واجب حتى لو ازدحم المسجد بالمصلين ولم يعد فيه متسع، كما يحصل في مواسم الحج في أم القرى بالنسبة لمساجد الأحياء التي فيها حجاج، ثم يأتي بعد ذلك من يطيل في الفارق بين الأذان والإقامة، وإن لم يفعل أطال في القراءة، وإن لم يفعل أطال في السجود حتى أن المصلي يمكنه أن يسبح ثلاثين مرة قبل أن يرفع الإمام رأسه من السجود!. وإذا كان أحد الصحابة (رضوان الله عليهم)، وهم الرجال الذين كانوا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لم يطق من الصحابي الجليل معاذ بن جبل (رضي الله عنه)، الإطالة في القراءة وانصرف عن صلاته وشكاه إلى النبي الكريم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) فاستدعى النبي معاذا وأرشده إلى ما فيه الخير وسأله سؤالا استنكاريا: أفتان أنت يا معاذ؟، فكيف يجيز بعض الأئمة لأنفسهم في هذا الزمان الذي أصبح فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر، أن يطيلوا في وقت الصلاة والقراءة؟، وإذا عاتبهم أحد المصلين قالوا له بشدة: إذا لم يعجبك الحال فالمساجد الأخرى بالعشرات.. أصلح الله الجميع. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة