كشف ل «عكاظ» مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني عن استحداث شبكة معلومات موحدة يجري تنفيذها بين دول الخليج، تمثل قاعدة معلوماتية عن المجرمين والمتهمين والمشبوهين فيما بينها، لتصبح وكأنهم يعملون في بلد واحد. وأبلغ لدى افتتاحه في المدينةالمنورة أمس الاجتماع ال 25 لمسؤولي التحقيقات والمباحث الجنائية لدول مجلس التعاون الخليجي، عن بدء التحقيق مع العناصر الإرهابية الذين قبض عليهم أخيرا، مؤكدا أنه يتطلب وقتا لاستكمالها؛ نظرا لامتداداتها داخليا وخارجيا. ملاحقة الجريمة ووصف الفريق القحطاني الاجتماع بأنه «إحدى ثمرات تأسيس مجلس التعاون الخليجي»، مشيرا إلى أن المسؤولين عن التحقيقات والمباحث الجنائية في دول المجلس معنيون بملاحقة الجريمة وتتبع مرتكبيها وضبطهم وتوفير الأدلة ضدهم وتقديمهم إلى العدالة. وفي هذا الصدد، أشار مدير الأمن العام إلى أنه نظرا لتطور الجريمة واستغلال مستجدات العصر من وسائل التقنية والاتصالات في تنفيذها، يجعل أجهزة المكافحة في التحريات والمباحث الجنائية والتحقيقات أمام تحد في رفع مستواها لتكون قادرة على مواجهة ما وصفه ب «موجات الإجرام». وقال: «بغير هذه الآلية والمفهوم ودون هذه الاجتماعات وغيرها لن يكون العمل متقنا، ولذلك يجتمع المهنيون والمباشرون للمواجهة والتدارس للتوصل إلى توصيات وبرامج عمل وتعزيز التعاون في أطر يعملون من خلالها في مواجهة الجريمة التي تتجه صوب مجلس التعاون، وليس أمامهم سوى الوقوف صفا واحدا ضد الإجرام». تحديات الأمن والأمان ولفت مدير الأمن العام إلى وجود تحديات كثيرة في أجهزتنا للسيطرة على كل من يسعى لممارسة الإجرام على أراضينا، مضيفا أن دول الخليج انفتحت على بعضها وستكون بمثابة الدولة الواحدة، والتنقل بينها سيكون سهلا لمواطنيها وغيرهم، وبالتالي علينا أن نحكم خططنا ونرتقي بأساليبنا ورجالنا وأجهزتنا للوصول إلى مستوى يمكننا جميعا من فرض السيطرة والمتابعة الدقيقة لكل مجرم. خصوصية الشأن الخليجي وخلص الفريق القحطاني إلى أن دول الخليج تنشد السلام والمحبة والوئام ولا ترضى أن تتدخل في شؤون أحد وبالمقابل لا ترضى لأحد أن يتدخل في شؤونها، مخاطبا الحضور: «أنتم على ثغر من ثغور الأمن ونحن في المملكة نقدر عملكم كل في بلده من تعاون ونتائج في مكافحة الجريمة والظواهر والأمور التي تخل بالأمن»، محذرا من أن «عدم التعاون سيقود المجرمين للتفوق علينا وهذا لن نرضاه أبدا». من جانبه، أكد رئيس الاجتماع رئيس وفد دولة الكويت العميد الشيخ مازن بن جراح الصباح في كلمته، أن التقدم الهائل في مجال شبكات الإنترنت والمواصلات والاتصالات وسقوط الحواجز بين الدول أدى إلى استفحال ظاهرة الجريمة وتجاوز آثارها حدود الدول. وقال: إن اختراقات ظاهرة الجريمة تحتم علينا كمسؤولين بذل المزيد من التعاون في سبيل مكافحتها، موضحا أنه يستحيل مكافحة هذا النوع من الجرائم داخل دول مجلس التعاون مالم يكن هناك تعاون فعال بين الدول سواء على صعيد التشريع أو تطويع آليات ملاحقة المجرمين. مكافحة الإرهاب في المملكة فيما ثمن نائب الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية في الأمانة العامة لدول المجلس العقيد علي أحمد بو هندي الجهود البارزة والمتميزة لوزارة الداخلية السعودية وأجهزتها في ملاحقة الإرهابيين والقبض عليهم وكشف مخططاتهم الهدامة، مستدلا على ذلك بما أعلنت عنه أخيرا. كما ثمن جهودة وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة في كشف ملابسات جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس عبد الرحيم المبحوح في دبي.