أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم أن المجتمعات العالمية ابتليت بنوعين من الأوهام، يختلف سبب كل واحد منهما عن الآخر، حيث نرى الوهم في المجتمعات المسلمة غلابا في كثير من الشؤون، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية. وأشار الشيخ الشريم في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام أن الأحلام والآمال ليست حكرا على أحد دون آخر، مشيرا إلى أنه لو استطاع أحد أن يقيد آخر جسديا، فإنه لن يملك تقييده خياليا، بل لا يملك أحد مهما بلغت قوته وسطوته أن يوقف حلما أو يمنعه، أو يحاسب عليه، مبينا أن الوهم تارة يكون مرآة المنغصات ومذكي المرعبات، وتارة يكون محلا للأنس والمسرات، وهو في جميع أحواله حجاب الحقيقة، وعكس الواقع وغشاء على عين البصيرة، بالرغم من أن له سلطانا على الإرادة وحكما على العزيمة، وشيوعا ذريعا في أوساط القعدة والمتهورين، وحينئذ لا تعجبوا من كون الوهم يمثل القوي ضعيفا، والضعيف قويا، والقريب بعيدا، والبعيد قريبا. وأكد الدكتور الشريم أن من نتائج الوهم تحجرا في القناعات، وتجمدا في الانتماءات، وكأن ما يحمله كل مجتمع وكل فرد هو الصواب وحده، فالقى الوهم ستارا حاجزا حرمهم من الإصلاح، والاستفادة من الصواب الذي يأتي به الغير والذي يمنح القدرة على العمل والإنجاز، واغتيال الأوهام أو وأدها في مهدها لافتا النظر إلى أنه لا يمكن أن يتغير واقع حكمة الوهم لأن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أن من قواعد المعاملات، وأسس المعاوضات، وأركان التبادلات والبيوعات، التي تبنى عليها جل الأحكام، ويعتمد عليها كل الحكام، قول الملك العلام: «يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض بينكم»، مشيرا إلى أن الطمع والطرق الخادعة سيطرت على أموال الضعفاء، واستحوذت على حقوق الفقراء، واستغل الرعاع والدهماء للوقوع في الشرك المنصوب، والشبك المضروب، حتى إذا انكشف الغطاء والغشاء، ظهرت أمارات الغدر، ولوائح المخاتلة، موضحا أنهم خاضوا أساليب ماكرة، ومسالك فاجرة، لا تعدو أن تكون حيلة متلفة، ومكيدة مهلكة، وسلبا، ونهبا، باسم المساهمة والإتجار والعقار والاستثمار والتوفير والادخار.