جاء إعلان انطلاق تصوير أول الأعمال الدرامية لموسم المشاهدة الرمضاني المقبل على نحو غير السائد، حيث شهد المؤتمر الصحافي بهذا الخصوص في بيروت، الذي دعا إليه تلفزيون أبوظبي ممثلا بكريم سركيس مدير القنوات التلفزيونية والإذاعية التابعة لأبوظبي للإعلام، تميزا واختلافا في الطرح لأسباب عدة؛ كان في مقدمتها اختيار الرواية التي ستحول أول عمل رمضاني في جدول المشاهدة الرمضاني المقبل «ذاكرة الجسد» للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وهي الرواية العربية الأوسع انتشارا وجدلية، حيث كانت المتواصلة الطرح وإعادة الطبعات حتى 26 طبعة منذ ولادتها في 1993. وربما كان ثاني هذا الأسباب وجود مستغانمي والمخرج ذو الرؤية العبقرية في التعامل مع الكاميرا وبفكر مختلف نجدة إسماعيل انزور اسمه كذلك، وليس نجدت، كما يشاع إعلاميا، كما أنه يصر على ظهور اسم والده إسماعيل في اسمه الفني وهو أول مخرج سينمائي سوري والنجم جمال سليمان الذي كلف من تلفزيون أبوظبي بقيادة كتيبة نجوم المسلسل الذي ستقابل به المشاهد في رمضان المقبل، وكاتبة السيناريو للعمل ريم حنا، والنجمة الجزائريةالشابة أمل بوشوشة التي كانت مقترحا من مستغانمي، التي قدمتها لوسائل الإعلام في المؤتمر بما تتوقعه أن تكون عليه في العمل، وفي الحياة الفنية بعد ظهور المسلسل في رمضان كل أولئك الى جانب كريم سركيس، وآخر العوامل التي جعلت من المؤتمر مختلفا أن الجميع قال كل شيء عن المشروع المقبل، دون أن يترك سداسي المنصة في «حبتور» بيروت مجالا لأكثر من خمسة أو ستة أسئلة للإعلاميين حضور المؤتمر من مختلف الدول العربية. ومن أبرز ما قاله سركيس مقدما عمله: «سعادتنا كبيرة في أن نكون من يحول هذه الرواية الشهيرة من على الورق إلى الشاشة عبر أساتذة هم نجدة أنزور وجمال سليمان، بعد شد وجذب بين الكثير من القنوات والمنتجين الذين شاؤوا أن ينجزوا هذه الخطوة.. لكن من حسن حظنا وحظ الرواية أيضا أن تقدم بميزانية كبيرة رصدناها محاولة منا لتجسيد هذا العمل الأدبي الكبير الحائز على حب القارئ العربي، والمجسد بتوزيع ثلاثة ملايين نسخة منها حتى الآن غير المزورة، وشخصيا أشعر بسعادة بالتعامل مع أنزور وجمال سليمان ومستغانمي، وأشعر أننا ندخل مسابقة رمضان المشاهداتية إن صح التعبير، ومعنا قصب السبق الذي نحاول به أن يكون المشاهد الرمضاني في صفنا». وقالت أحلام مستغانمي، ردا على سؤال حول الحزن البادي على محياها، وهي تحضر زفاف بنت أفكارها «ذاكرة الجسد» من بين غلافيها إلى الشاشة: «لا لست حزينة إلى هذا المدى، إنما ما يبدو على محياي اليوم هو ذلك الإرهاق من عدم النوم، ومحاولاتي كتابة النص الذي تلوته عليكم وعلى وسائل الإعلام لتعميد هذا التزاوج بين الكتاب والشاشة». وردا على سؤال حول المردود والمقابل المادي أي «مهر هذا التزاوج» قالت: «دعوني أحكي لكم موضوعا مقابلا عن هذا الجانب في النشر فللأسف الكاتب والأديب إذا فشل عمله مات من الجوع، وإذا نجح عمله أثري الناشرون وشركات التوزيع!». أما جمال سليمان فقال: «تعاملت مع الرواية كقارئ منذ طرحها أولا في 1993 وقرأتها فيما بعد أيضا، وعشت مع شخصية بطلها المجاهد الجزائري والفنان التشكيلي خالد بن طوبال في مرحلة تحرير الجزائر، وتعامله مع سي طاهر والد بطلة الرواية حياة، التي ستجسد دورها الجزائرية الجميلة أمل بوشوشة». وأفاد نجدة أنزور في المؤتمر «أن اللغة العربية كانت الحل في تحويل هذا العمل إلى تلفزيون، بعد أن فكرت كثيرا في أن العمل الذي وجدته أكبر من أن يختصر تقديمه بلهجة عربية وليس اللغة الأم.. هذا ما وصلت إليه من اجتماعاتنا المتوالية مع كاتبة السيناريو للعمل ريم حنا».