سابق رجال الأمن الزمن، البارحة الأولى، للاستماع إلى أقوال جريح تشادي (14 عاما) كان يغالب الموت في حي الكندرة إثر طعنة خطيرة في الصدر، وحرص عدد من المحققين على مرافقة المصاب أثناء عملية النقل وقبل نقله إلى غرفة الجراحة في أحد المستشفيات القريبة بهدف الوصول إلى الحقيقة قبل فوات الأوان، وجاءت إفادات الشاب عن سقوطه على قطعة زجاجية اخترقت جسده نافيا تعرضه إلى عمل جنائي. لم تدم حياة الجريح التشادي طويلا، إذ فارق الحياة بعد أن أدلى بآخر أقواله إلى المحققين، غير أن شرطة جدة توصلت إلى الحقيقة التي لم يشأ القتيل الإفصاح عنها قبل رحيله، إذ تبين أنه قضى إثر طعنة قاتلة سددها إليه ابن خالته. جريح في الكندرة وصل بلاغ عاجل إلى سلطات الأمن عن جريح تشادي في مقتبل العمر يعاني من نزف دموي حاد من جرح عميق في الصدر، فتحرك فريق التحقيق إلى مسرح الحادث لمرافقة المجني عليه والاستماع إلى إفادته، ولاسيما أن كل القرائن كانت تشير إلى ان الطعنة الخطيرة لن تبقيه حيا، في الوقت الذي أكد فيه الأطباء خطورة الحالة بسبب كميات الدماء النازفة. فتح رجال الأمن تحقيقا عاجلا مع الجريح المقترب من الموت، فأشار في أقواله الأخيرة إلى أنه سقط على قطعة زجاج حادة استقرت في صدره أثناء لعبة كرة القدم مع رفاقه في أحد شوارع الحارة، مجددا تأكيداته بعدم تعرضه لاعتداء من أي نوع. لكن مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي أصدر تعليماته بضرورة تكثيف التحريات والبحث عن الأسباب الحقيقية، الأمر الذي دعا مساعده للأمن الجنائي ومدير قسم التحقيقات في الشرطة إلى البحث عن عدة فرضيات تتصادم مع أقوال الشاب الذي لفظ أنفاسه كاتما سره بين أضلعه. أشرف على فريق التحقيق رئيس مركز شرطة الكندرة، فيما قاد فريق العمل الأمني مدير التحقيقات في المركز.وشهدت منطقة الحادث أمس عملا ميدانيا واسعا، إذ انتشر رجال الأدلة الجنائية والبصمات في كل جزء من المكان لجمع المعلومات والبحث عن خيط يكشف سر رحيل الفتى البالغ من العمر 14 عاما، وتزامن مع ذلك انتشار عدد من العناصر الأمنية ورجال الشرطة في حي الكندرة لتقصى الحقائق من المارة والشهود وأقارب الفتى الراحل، وكانت المفاجأة أن ذويه أكدوا أقواله، مشيرين إلى تعرضه لسقوط على قطعة زجاج قضت عليه في وقت لاحق. كما نفى الأقارب وجود أية خصومات تقف وراء ما حدث. شجار ذوي القربى لم يشأ رجال الأمن الركون إلى أقوال القتيل أو تأكيدات معارفه، وحث مدير قسم التحقيقات في شرطة الكندرة كل العناصر الأمنية على توسيع دائرة الاتهام والتحفظ على كل مشتبه، وفي إجراء اعتيادي عاودت الشرطة استجواب بعض معارف الراحل وعزل بعضهم وإخضاعهم إلى استجوابات منفردة. بعد ثلاث ساعات من رحيل الفتى التشادي عثر رجال الأمن على سكين ملطخة بالدماء في حاوية قمامة في محيط الحي؛ لتكون الخيط الرفيع الذي قاد الأمن إلى كشف حقيقة مقتل الشاب، وأسفرت عمليات تفحص البصمات وعينات الدماء عن عدم تطابق البصمات مع القتيل، ما اسبتعد شبهة الانتحار نهائيا وترجيح تعرضه إلى القتل، فدفعت المعلومات الجديدة رجال الشرطة لإعادة استجواب الأقارب والمعارف فتوالت اعترافهم تباعا. واتضح أن المغدور تعرض إلى الطعن من ابن خالته إثر شجار مفاجئ في الشارع وتحامل المجني عليه على أوجاعه وجرجر ساقيه إلى منزل أسرته بعد ان نزف كميات كبيرة من الدماء قبل أن يتم إسعافه إلى المستشفى. وبرر الأقارب تقديمهم معلومات مغلوطة إلى الجهات الأمنية بعدم رغبتهم في فقد فتى ثانٍ من الأسرة. وقال المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد إن تصرف أسرة القتيل يعد تضليلا للأمن وتلاعبا بالحقائق، مشيرا الى أن القاتل في الثالثة عشرة من عمره، وتم اقتياده أمس إلى دار الملاحظة الاجتماعية.