انتهى خلاف غير معروف الأسباب بين شابين متدربين في شركة زيت، بدفعات من الرصاص استقر بعضها في رأس أحدهما، فأردته قتيلا في الحال، وسط دهشة العابرين في شارع الستين المحوري وسط جدة الذين روعهم مشهد شاب في مقتبل العمر يسقط نازفا ويفارق الحياة، إثر رصاصات مميتة سددها إليه صديقه في محيط مبنى تجاري. وبحسب المصادر، فإن القاتل الذي أطلق دفعة من نيران سلاحه أصيب برصاصة طائشة مرتدة من جدار البناية. المشهد الدامي كان بداية تحول صداقة المتدربين الاثنين إلى فاجعة انتهت بمقتل الصديق وجرح القاتل في قدمه بذات السلاح الذي أنهى مسيرة صداقتهما للأبد. وبلغ المشهد الشبيه بالأعمال الدرامية السوداء قمته، عندما رفض الجاني الشاب تسليم سلاحه الناري إلا لمدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، الذي نجح بخبرته الطويلة ومهارته الفائقة في تهدئة القاتل المنفعل وسحب أداة الجريمة من يده، وإصدار تعليمات عاجلة بسرعة نقله إلى أقرب مشفى لعلاجه من جراحه. حال وصول نبأ الاعتداء إلى سلطات الأمن، تحركت فرقة مختصة إلى مسرح الجريمة لإجراء التحريات الميدانية وجمع المعلومات والاستماع إلى شهادة الشهود، في الوقت الذي ضربت الدوريات الأمنية طوقا من الشريط الأصفر على محيط مسرح الجريمة لمنع الفضوليين من الدخول، وللحفاظ على الآثار والدلائل. اقتاد رجال الأمن المتهم الشاب إلى مركز شرطة الكندرة، بعد اسعاف قدمه المصابة، وفتحوا معه تحقيقا عاجلا لمعرفة تفاصيل الحادث وخفايا الخلاف المميت، لتكشف التحريات أن خلافا غير معروف الأسباب تطور إلى ملاسنة عنيفة ليخرج القاتل مسدسه ويوجه عدة طلقات إلى صديقه. وقال المتهم في إفاداته امام محققي شرطة الكندرة «لم أشعر بفداحة ما ارتكبته من خطأ، إلا بعد أن رأيت خصمي ملقيا على الأرض وسط بركة من الدماء». تواصلت مهمات الأمن بعد نقل الجثة إلى المستشفى، وشوهد فريق مختص منهمكا في جمع مظاريف الطلقات النارية الشاغرة من مسرح الحادث، كما استبق الطبيب الشرعي نقل جثة القتيل بإجراء فحص طبي دقيق لمعرفة ساعة الرحيل والمواقع التي اخترقتها الرصاصات القاتلة. تابع التحقيق مساعد مدير شرطة جدة للأمن الجنائي، مدير التحقيقات الجنائية، فيما تولى التحقيق المباشر مدير مركز شرطة الكندرة ورئيس قسم التحقيقات في المركز.