أحد الأصدقاء (عبد الله) لديه اعتقاد أن سبب العواصف الرملية التي تغطي الرياض وضواحيها بين فترة وأخرى غضب من الله؛ لأن أهل الرياض وضواحيها يحسدون بعضهم بعضا، وفي أحايين نادرة يحيل الأمر لتفشي الفساد الأخلاقي، والفساد الأخلاقي بالنسبة له المعاكسات في الأسواق، أو انتشار القنوات الفضائية فقط، بمعنى أنه لا يتهم المؤسسات بالفساد الإداري أو المالي أو تفشي الرشوة. أحيانا، يدخل هو وصديق آخر (محمد) جدلا حول هذا الأمر، فيحاول محمد توضيح وجهة نظره، وأن هذا الكون الذي خلقه الله عز وجل له قوانينه الخاصة. وأن الرياض مدينة تحيطها ثلاث صحارى، وأي تيار هواء من أي اتجاه سيثير الأتربة، وتغرق سماء الرياض «بالتراب»، وأننا لو حملنا الرياض بحسادها وفساد شبابها «وأطباقهم اللاقطة للقنوات» ووضعناهم في «ماليزيا»، لن يروا التراب لأنهم سيعيشون في جزيرة مناخها ممطر طوال العام، وأن قضية الحسد أو الفساد الأخلاقي كما يعتقدها (عبد الله) هو تفسير قديم جدا، تبناه العقل القديم حين كان الإنسان غير قادر على رؤية الأرض بأكملها وفهم تضاريسها ومناخها. وكالعادة ينتهي الحوار الأول بينهما بالجملة الحادة إذ يقول عبد الله: «اتق الله يا علماني»، فيرد عليه محمد: «أنا علماني يا طالباني؟». فينتقل الحوار بينهما من مناخ الرياض المرتبط بالحسد والغزل والقنوات الفضائية إلى تقييم تجربة «طالبان» في أفغانستان، التي يرى عبد الله أنها لم تعط الفرصة لتنجح، وأن العالم تكالب عليها لهزيمتها وإفشالها. محمد يرى الأمر بشكل مختلف، معتمدا على «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، وأنهم لو كانوا على صواب لانتصروا. فيرد عبد الله بأن هذا آخر الزمان وأن المسلمين سيكونون كالغرباء أقلية، فيهاجمه محمد قائلا: «كيف غرباء ونحن نزعم أن الإسلام ينتشر بقوة في العالم»، ومع هذا سأفترض أن كلامك صحيح، فلماذا تحاول منع ما هو مقرر وأن العالم في آخر الزمان سيفسد؟. فينتهي الحوار بينهما بجملتين، عبد الله يدعو لمحمد بالهداية، فيما محمد يعتقد أن عبد الله يحتاج لمعجزة ليعمل عقله. المدهش في هذا الحوار أن كلا من (عبد الله ومحمد) يحمل شهادة جامعية، لكن كلا منهما تخرج في جامعة. أحدهما يفسر الأمور بطريقة مختلفة عن الآخر، وهذا الاختلاف هو ما يجعلهما يتصادمان دائما في كل حوار، فهل تعيد وزارة التعليم العالي النظر في هذا الأمر، وتتبنى مدرسة واحدة، حتى لا تصنع عقولا قابلة للتصادم دائما؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة