عنوان المقال هو عنوان المؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة يوم الأحد الماضي، تحت رعاية الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية. وقد حظي هذا المؤتمر بحضور لافت، ودعيت إليه مجموعة كبيرة من بلادنا ومن خارجها. الحديث عن الإرهاب حديث ذو شجون، بدأ منذ سنوات ولا يزال حيا في نفوس الناس، لأن الإرهاب لا يزال حاضرا أمامهم، والأمل أن تتكاتف كل الجهود للقضاء عليه أو الحد منه على أقل تقدير. المدعوون لهذا المؤتمر -كما صرح معالي مدير الجامعة وكما رأيت- من مختلف المشارب الفكرية والمذهبية، وهذه خطوة تحسب للجامعة ومديرها، إذ إن مفهوم الإرهاب يختلف من شخص إلى آخر، فما أحسبه إرهابا قد لا يحسبه غيري كذلك، وما أظنه من مسببات الإرهاب قد لا يوافقني عليه آخرون، وهكذا. إذن المصلحة أن يتم الاستماع لأكبر عدد ممكن ومن مختلف الاتجاهات لكي يتم الاتفاق -ولو على الحد المعقول- على معنى الإرهاب، ومسبباته، وطرق القضاء عليه. في جلسة قصيرة مع بعض المدعوين استمعت إلى بعضهم وهو يؤكد أن الإرهاب لا يمارسه إلا «الإسلاميون» وسرد أدلة على صدق قوله، بينما راح آخرون يؤكدون لجليسهم أنه مخطئ في هذا القول، لأن الإرهابيين الحقيقيين هم «الليبراليون» و«العلمانيون» لأنهم بتصرفاتهم وأقوالهم يدفعون الطرف الآخر لارتكاب أعمال إرهابية فهم -حسب قولهم- الدافعون الحقيقيون لارتكاب كل الأعمال الإرهابية! أعود إلى القول إن الحاجة ملحة لإيجاد مفهوم مقبول للإرهاب، ومفهوم مقبول أيضا لأسبابه وطرق معالجته. أتوقع أن تناقش الأبحاث كل هذا المفاهيم وغيرها مما له صلة بالإرهاب من قريب أو بعيد. الدكتور محمد العقلا في مؤتمره الصحافي ذكر أن من بين محاور المؤتمر المهمة الحديث عن «البعد الإنساني في استراتيجية وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب»، هذه الاستراتيجية المتميزة التي جعلت وزارة الداخلية تحرص على استعادة السجناء السعوديين من معتقل «جوانتانامو» سيئ الذكر، ثم تعقد لهم برنامجا لرعايتهم ومناصحتهم لكي يعودوا إلى مجتمعهم وأسرهم بصورة حسنة. أعرف أن هذا البرنامج قام بدور فاعل في التقليل من الإرهاب، وفي إعادة التفكير الجيد للفئة المستهدفة، وأنا استغرب من الذين ينتقصون من أهميته لأن هذا الفرد أو ذاك انتكس مرة أخرى وعاد إلى ما كان عليه، ونسي هؤلاء -أو تناسوا- أن المسائل لا تقاس بهذه الطريقة، بل بنتائجها النهائية. وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ له ورقة مهمة تتحدث عن وسائل تحصين فكر الناشئة ضد الإرهاب، هذا التحصين يتم بعدة وسائل منها؛ الوسائل العلمية والمعرفية، ووسائل القضاء، والوسائل الأمنية. الأبحاث كثيرة ومتنوعة ومهمة، لكن الأهم من ذلك كله -حسب رأيي- هو؛ كيف يمكن أن نوصل خلاصة هذه الأبحاث لمن هم في حاجة إليها. معالي مدير الجامعة أكد أن تفعيل هذه الأبحاث سيتم بواسطة التنسيق مع عدة جهات مثل؛ وزارة الداخلية، وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي وسواها. أحسب أنه لو تبنت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي هذا الموضوع بصفة جدية لحصل تقدم كبير في التقليل من مخاطر الإرهاب وكذلك محاصرة جذوره. ولكن كيف يتم ذلك، فهذا يحتاج إلى دراسات جادة وليس إلى كلام يقال اليوم وينسى غدا!. كما أن إعطاء هامش جيد من حرية الكلمة لمن يتعاطى الحديث في هذه الموضوعات أمر لا بد منه، إذا كان الهدف الوصول إلى نتائج إيجابية. كل يدعي أن غيره هو المتطرف، لكن الذي أتمنى أن نتفق عليه أن التطرف والإرهاب بكل أشكاله خطر يهدد مجتمعنا ويهدد سمعتنا وديننا واقتصادنا، وكل شيء في حياتنا. أتمنى للمؤتمر أن يحقق نتائج ممتازة تدفع للسير في الطريق السليم، وأشكر معالي مدير الجامعة على كل جهوده الموفقة التي بذلها سابقا والتي يبذلها اليوم، والشكر لكل العاملين معه الذين رأيتهم في كل مكان يقومون بعملهم بصورة رائعة، مثلوا فيها دينهم، ومدينة رسولهم الكريم، وجامعتهم الإسلامية العريقة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة