• الإعلام له تأثيره على الأفكار والمناهج في المجتمعات قاطبة .. فماذا ينقص الإعلام السعودي ليساهم بشكل أكبر في خدمة قضايا المجتمع؟ د. إبتسام القرني أستاذة جامعية الأمير نايف: شكرا على هذا السؤال المهم، مما لاشك فيه أن الإعلام مؤثر في كل مجتمع ولا أحد يشك في تأثيره وقدرته، ولكن ماذا سيحقق، لاشك أن دول العالم ومؤسساته ومجتمعاته تعلق أهمية على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وإذا أضفنا ما استجد من العلوم والتقنية، خصوصا الإنترنت الذي فيه المفيد وفيه ما هو أكثر من السيئ، فلابد أن نواجه هذا الواقع بعلم، وأقول لابد لإعلامنا السعودي أن يتحرك بشكل أقوى وأفضل ليواجه هذا الواقع بالتزام ومسؤولية وبشكل ينبع من واقع الوطن، ويجب أن نعرف كيف هو وطننا وعلى ماذا يعتمد وما هي توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي، لابد أن نلتزم بديننا القويم وأن لا نخالف نصا شرعيا بأي شكل من الأشكال، وإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة لإيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلق، فيجب أن نواجه الواقع ونقول نحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بالمسؤولية تجاه القارئ والمشاهد والمستمع وهذا للأسف ينقصنا، وكأننا نركز على الاستفادة المادية في نشر الأفكار والمجادلات التي لافائدة منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وأشيائهم وهذا لا يجوز منا كمسلمين أولا وكمؤمنين بالله متمسكين بكتابه وسنة نبيه ومتمسكين بمصلحة هذا الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون (مجعجعين) وأن نتلقى الأخطاء دون أن نتحقق منها، نحن نرحب بالنقد، ولكن النقد البناء الذي يعتمد على الحقائق، ونناشد كل من هو في مجال الإعلام أيا كان موقعه أن يتحمل مسؤولياته ويكون عاملا قادرا في هذا المجال أو يترك هذا العمل لغيره، إن العصر عصر علم فإذا كان من يكتب عن الطب أو الزراعة أو الهندسة يستعين بصاحب اختصاص، فمن باب أولى ألا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أعلم منه من أهل العلم، أما أن يتحدث بكل حرية وبكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئا فذلك أمر لايجوز، وأقول إجابة للأخت السائلة، وأقول للجميع علينا أن نحرص ونعمل على أن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا، وأن نكون من أكبر الأمم حاضرا ومستقبلا، وأن نرجع ونتدبر ماضي أمتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة، وأن نجعلها قدوة لنا مع استعمال كل الوسائل والتقنية الحديثة لإيصال ذلك للمتلقي، ومسؤولية الإعلاميين كبيرة أمام الله ثم أمام الوطن وأبنائه جميعا.