أصبح العديد من الكتاب الصحافيين من «جماعة شرمة» لا سيما الذين يكتبون زوايا يومية مثل كاتب هذه السطور! فما إن تطرح قضية اجتماعية أو إدارية أو إنسانية حتى تجد عشرات المقالات تدور حول تلك القضية «تعيد فيها وتزيد» وكأن كتابها توائم متشابهة لهم التصرفات نفسها والأفكار نفسها والاهتمامات نفسها، أو كان أولئك الكتاب لم يجدوا أفكارا يكتبون وينسجون حولها مقالاتهم، فما صدقوا أن طرحت أمامهم «جثة» قضية اجتماعية أو إنسانية، حتى تكالبوا عليها وتعاوروها من جميع الجوانب، لتصدر مقالاتهم في اليوم التالي وما بعده من أيام متشابهة دائرة حول القضية ذاتها حتى ليصاب القارئ بالسأم المبين ويتحسر على الريالين، ولو اعتبر الأخوة الكتاب أن الكتابة حول قضية معينة «فرض كفاية» وليس «فرض عين» على سبيل التشبيه للمعنى المراد من الفرضين لتريث الواحد منهم في الكتابة عن أي قضية حتى تجتمع المعلومات المطلوبة لديه ويتأكد منها ومن أنه لم يكتب فيها أحد قبله أو أن ما كتبه كاتب أو اثنان لم يغط القضية ولم يضع الحلول الموضوعية اللازمة لها وأن المصلحة تقتضي إلقاء الأضواء على جوانب جديدة من القضية وطرح حلول عملية قابلة للتطبيق، أما إن تمت تغطية القضية من قبل كاتب وأكثر وبطريقة جيدة وفعالة، فلا داعي لانضمام أي كاتب عن جماعة شرمة للكتابة حول القضية نفسها حتى لا تصبح زفة صحافية لا معالجة موضوعية لقضية اجتماعية!. لقد حاولت شخصيا تفادي الدخول في أمثال هذه الزفة بالنسبة لأكثر من قضية اجتماعية تعاورتها أقلام الكتاب بصورة جماعية وكنت أنجح في بعض المرات وأرد على من يسألني عن سبب إحجامي عن الكتابة في تلك القضية بأن ما طرح فيه الخير والبركة والكفاية، بل إنني قمت عدة مرات بالاتصال بالأخوة المسؤولين عن مقالات الكتاب في صحيفة عكاظ طالبا مهم حذف مقال من مقالاتي؛ لأن زملاء كتابا آخرين كتبوا في القضية نفسها وغطوها أفضل تغطية وأنه لا عطر بعد عروس. وكانت الصحيفة تتجاوب مشكورة مع طلبي وتطالبني بمقال بديل، ولكن مع ذلك فقد أجد نفسي مرغما وسط الزفة الصحافية أدور مع الدائرين حول قضية معينة حتى تصاب القضية نفسها بالدوار الكتابي ولا يعود أحد من القراء على استعداد لقراءة المزيد من التعليقات حولها والمقالات عنها، أما جماعة شرمة المعنون بها المقال فإن شرمة هي حسب الرواية الشعبية أمرأة عجوز تسكن في «خرابة» لديها عشرات من القطط الضالة التي تمو مجتمعة إذا أقبل على الخرابة إنسان طمعا في أنه يحمل إليها بقايا أطعمة، ويقال إن من بين تلك القطط الضالة بعض الكلاب.. والله أعلم! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة