ثلاثة أسابيع مضت على هجر الطالب فارس القحطاني (ثمانية أعوام) مقاعد الدراسة، إثر إصابته بلشمانيا في الوجه أو ما يعرف محليا ب«الآكلة»، خوفا من تلوثها بالأتربة والغبار، وتفاقم معاناته. وأوضح والد الطفل فايز القحطاني أنه راجع بابنه أكثر من مرة عيادة الجلدية في مستشفى خاص في خميس مشيط، إثر بروز جرح على أنف الطفل، إذ خضع لفحص سريري وأخذت عينة من المنطقة المتضررة وأحيلت إلى قسم المختبر. وأردف أن نتائج الفحوصات جاءت سلبية، وشخصت الطبيبة حالته بأنها إصابة عرضية وصرفت له أدوية ومضادات حيوية، بيد أن حالته لم تتحسن، وعاودوا مراجعة طبيبة أخرى في المستشفى ذاته. وأضاف «عقب إجرائها فحصا سريريا، أكدت الطبيبة الأخرى ما ذكرته سابقتها وأن الجرح مجرد إصابة ملتهبة، وأجرت تنظيفا وتعقيما موضعيا له وصرفت أدوية وكريمات لمعالجة الالتهاب». وزاد القحطاني أن حالة طفله لم تتحسن على الإطلاق، ما دفعه لمراجعة الطبيبة الأخيرة التي طلبت منه الاستمرار على العلاج، وصرفت له كبسولات تستخدم لمدة شهر دون انقطاع، الأمر الذي أدى إلى ظهور طفح جلدي على كامل جسد الطفل بعد يومين فقط من تناولها. وبين أن ظهور طفح جلدي وتفاقم الجرح تسبب في تشوه وجه طفله ما دفعه إلى مراجعة مستشفى خميس مشيط العام. وذكر أن الأطباء طلبوا إيقاف تناول الكبسولات لعدم ملاءمتها عمر الطفل، وسحبت عينة من موقع الجرح وأرسلت إلى المختبر، إذ أثبتت التحاليل إصابته بلشمانيا، ومنح كريمات موضعية تمهيدا لإعطائه جرعات من الحقن المضادة. وانتهى القحطاني إلى أن نتائج التحاليل الأخيرة دفعته إلى مراجعة طبيب شعبي، خشية أن تؤثر الإبر المقررة لطفله على صحته مستقبلا، في حين رفع شكوى إلى الشؤون الصحية في المنطقة، توطئة للتحقيق في تفاصيل التشخيص السابق. إزاء ذلك، أكد ل«عكاظ» مدير الشؤون الصحية في منطقة عسير الدكتور عبد الله الوادعي إحالة شكوى المواطن إلى قسم الرخص، بغية تشكيل لجنة لبحث القضية ومن ثم محاسبة المقصرين.