إذا ما أخذنا برؤية رئيس هيئة الصحفيين رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري حيال طبيعة حياة المرأة المنزلية والاجتماعية التي تصعب عليها ممارسة دور قيادي في مؤسسات القطاعين العام والخاص، فالرد البديهي في موقف من يرى عكس ذلك داخل وخارج السعودية ويدعم وجود المرأة في بيئة العمل، وإذا ما تحدثنا عن الجيران اخترقت المرأة عالم السياسة في البرلمانات ومجالس الشورى وسلك القضاء، وحملن الحقائب الوزارية والدبلوماسية وتتزاحم سيدات الأعمال والعالمات السعوديات مع الأخريات في قوائم التميز فيما نناقش نحن في المجتمع الإعلامي كفاءة أوعدم كفاءة المرأة لرئاسة تحرير الصحف! لدينا الزميلة هالة الناصر رئيسة تحرير مجلة روتانا تدير مئات الرجال ما دامت المقارنة اقتصرت على «الإعلام المطبوع» بحسب مقالة السديري، قطفت الناصر «مشمش» رئاسة التحرير الذي يرى البعض أننا لسنا جديرات به، في العالم العربي من سوريا رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية سليمة المسالم، وآمال عباس رئيسة تحرير صحيفة الرأى الآخر السودانية وفي المغرب رئيسة تحرير صحيفة الأيام سيدة، ولسنا بحاجة للاستشهاد بالجيران نستحق أن تكون لنا الريادة ولينهض قادة الصحافة لدينا بدورهم وصناعة رئيسة التحرير، ألم تشارك عشرات الصحافيات في انتخابات هيئة الصحفيين لتحقيق عدالة الفرص بين الصحافية والصحافي ولتحقيق تطلعاتها وتمكينها مثلما يصل الزملاء الرجال إلى سكرتاريا وإدارة التحرير لينتهي بهم المطاف رؤساء تحرير..! التلويح بأن رئاسة التحرير للصحافية «بالمشمش» بحجة المنزل والمجتمع يدحضها كون رئيس التحرير يطير اليوم من مدينة إلى أخرى ووسائط التقنيات الحديثة تصله بصفحات العدد اليومي لإجازتها، ربما تكون مسألة صعبة في الماضي على المرأة لكن اليوم ضرورات الحياة وشروط المرحلة وتصريحات وزير الإعلام عن الكفاءة، وتقنين الاختلاط وضبطه بضوابط صارمة بقرارات من مجلس الوزراء مع الإلزام بتوفير فرص العمل للنساء لقطع الطريق على كل من يقصر في ذلك تحت ذريعة الخشية من الاختلاط، كل هذه المعايير والمستجدات تغلق أبواب المحاذير المشرعة سابقا دون وجه حق. لم يشفع للإعلاميات تواجدهن من عشرات السنين في الصحافة وهذا طعن علني في قدرات من أعطت أحيانا أكثر من الرجل وغيبت ذاكرة التاريخ إنجازاتها. وأتصور أن سبب رفض وجود رئيسة تحرير ينطلق من النظرة إلى أن الأنثى مطعون في أهليتها وإنسانيتها ومقارنتها مهما بلغت قدرا وقامة بالمجنون والقاصر، ويأتي رد الفعل الشامت على من يرى عجز المرأة من كل متطرف ومتشدد متسقا مع إرث اجتماعي ممتد تاريخيا أسهم في تجذير فكر الإقصاء للأنثى من غالبية التيارات وأحد مفرزات هذا التخلف ما ينتج عن مناقشة ملف «المرأة والتمكين» من مواقف سلبية في شكل عام وليس في المجال الإعلامي فقط. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة